لو لم يمت (ايلان) لتحول الى متحرش بالنساء (!!)

علي العبادي
نيسان ـ نشر في 2016/01/15 الساعة 00:00
رسمت المجلة الفرنسية المثيرة للجدل شارلي ايبدو صورة للطفل السوري ايلان الذي وجدت جثته على السواحل التركية بعدما غرق وهو يحاول مع اهله العبور لاوروبا وعلقت في ان ايلان لو قدر له الحياة فقد يتحول لمتحرش بالنساء، في اشارة لما حدث قبل اسبوع من تحرش عدد من اللاجئين العرب واغلبهم سوريون باوروبيات. ما رسمته شارلي يبدو يحمل رسالة ضمنية مفادها "دعهم يموتون " والعربي الجيد هو العربي الميت، وكل الغرب مدانون حتى الاطفال منهم ولو شططنا في التحليل لربما قرأنا انها تصل للدعوة للتخلص من العرب. لا اريد ان اترافع مدافعا عن العرب وما قاموا به من تحرش كان مخزيا وان كان من قام به اقلية لا يمثلون بقية اللاجئين من ناحية ومن ناحية اخرى فاننا لا نغفل الظروف الاجتماعية والنفسية والاقتصادية والكبت والاستبداد في خلق هكذا شخصيات مأزومة ومنحرفة وفي هذا السياق اود الاشارة الى ان هذا الاستبداد بدأ في سوريا اول ما بدأ بأول انقلاب سوري ناجح وربما عربي وهو انقلاب حسني الزعيم على شكري القوتلي المنتخب ديمقراطيا ولا يخفى على احد ان ذلك الانقلاب كان بدعم مباشر من السي اي ايه وفي الحقيقة فان على الغرب لوم نفسه قبل لوم العرب على استفحال مشكلة الإرهاب والتخلف وعدم اندماج العرب بقيم العصر فهو من تلاعب بالمنطقة ايما تلاعب. نعود لشارلي ابدو وهي موضوعنا الرئيس ونرى في ذلك فرصة لتسليط الضوء على حدود حرية التعبير، ففي حين يدعو بعض الناس لجعلها مطلقة تاركين للقراء الحكم على ما ينشر وقبوله أو رفضه ، فإن اخرين يرون ان من اللازم منع اي أصوات تدعو للكراهية أو العنصرية أو ما قد يقود لايذاء انسان أو مجموعة بناءا على اللون أو العرق أو المعتقدات. شارلي ايبدو مجلة هابطة ورسالتها ليست كسر التابوهات من أجل حرية التعبير وانما مجرد نشر الكراهية واحيانا الاستعراض من اجل سرقة الأضواء. شارلي ابدو بالمناسبة فصلت احد رساميها لانه نشر رسوما تنكر الهولوكوست في تناقض مع ما تتشدق به برفضها لكل التابوهات.
    نيسان ـ نشر في 2016/01/15 الساعة 00:00