خزائن أوجاع
نيسان ـ نشر في 2016/01/17 الساعة 00:00
.
يولدون عراة، ويلهون في الأزقة حفاة، وبرغم ابتلائهم بحجارة وأشواك تدمي اقدامهم يعيشون.
يكبرون مع هموم تقطن في كل زاوية من زوايا بيوتهم، ومع اوجاع تعيش في خزائن مملؤة بملابس مهترئة يتوارثونها جيل بعد جيل، وبرغم ذلك يخرجون كالنحل يبحثون عن أزهار، يمتصون رحيقها لتذيب مرارة الأيام.
يذهبون إلى مدارس بأحمال من الكتب المزهوة بألوانها، الفارغة بمحتواها، تقصم ظهورهم وتعمي بصيرتهم.
يذهبون إلى الجامعات، ويمضون الساعات بجوع ينهش اجسادهم، فلا يملكون ثمنا لما يسكت زقزقة بطونهم الفارغة، ويعودون إلى بيوتهم بأقدام زاحفة لا تقدر على حملهم.
يخرجون بحثا عن عمل بلا أمل، وبرغم ذلك يعيشون.
يعيشون لأنهم يؤمنون بوطن يأويهم، وطن يحميهم، وطن يعيشون لأجله، قبل أن يبتليهم الله بأناس أفسدوا وطنهم، و أذبلوا ورودهم، وسرقوا العابهم وأحلامهم.
من قتل براءة هؤلاء الاطفال؟
من اغتصب حياتهم؟
من أذبل الورود في اياديهم؟
من أفقد الشباب الثقة في مستقبلهم؟
من زرع في عقولهم العنف والتطرف؟
من علمهم الحقد والكراهية؟
نحن أمة مبتلاة بحكومات زرعت فينا الوسواس، وسواس لن يقدر على معالجته كل شيوخ الرقية، وكل أطباء علم النفس.
نيسان ـ نشر في 2016/01/17 الساعة 00:00