ماذا بعد أن نجحت إيران بتحويلنا الى مجرد متسولين على أرصفة الأمم؟
نيسان ـ نشر في 2016/01/17 الساعة 00:00
لقمان إسكندر ..
منعت الميلشيات - التي تعيث فسادا في العراق عامة والمقدادية وديالى خاصة - رئيس الوزراء حيدر العبادي من دخول المقدادية. من يحكم العراق اليوم؟
الرثائيات على حالنا تملأ وسائل الإعلام، والوجع أكبر، بعد أن فرّغنا أرواحنا من كل شر كان يمكن أن يخيف أعداءنا، وتحولنا إلى مجرد متسولين على أرصفة الأمم على هيئة لاجئين، أو قتلى، أو جائعين، أو صامتين كل همهم إشباع بطونهم وفروجهم.
إنها الطاقة المتجددة تلك التي امتلكتها إيران اليوم للمضي بمشروعها في المنطقة بعد أن منحت الضوء الأمريكي الأخضر لإدارة الفوضى الخلاقة التي بشرّت بها واشنطن سابقا.
على مرّ العصور اختبر العراق جارا نكدا، كلما سنحت له فرصة الفتك بالبلاد والعباد لم يفوتها.
ليس جديدا ما يختبره العراقيون منذ سقوط الرئيس العراقي الراحل صدام حسين من قتل وانتهاك لكل معاني الإنسانية على يد عربية حينا وإيرانية دائما. لقد سجل التاريخ فرات من دم وجثث وها هو يفعلها اليوم.
وكما كان التاريخ، ليس جديدا أيضا الخذلان التي تتعرض له الأمة ومصالحها من "الصحوات"، وإن اختلفت التسميات وراح الناس يطلقون على أدواتهم مسميات مختلفة، غير تلك التي قرأناها في كتب التاريخ. قبل عقود عرفنا الصحوات بأسماء مختلفة منها الطابور الخامس، وقبل ذلك "المنافقون".
لقد عاش أهل المنطقة - وتحديدا العراق - من قبل ظروفا أقسى من تلك التي نعيشها اليوم، وتمكنت الأجيال من التعامل مع التحديات التي واجهتهم رغم الخسائر الفادحة التي لحقت بهم. هذا يحصل اليوم، ومن المؤكد أننا سنتمكن من معالجة التحديات التي تواجهنا كما واجهت أجدادنا. لكن مثل أجدادنا، علينا دفع الفاتورة كاملة.
ما زلنا لا نؤمن أن الحق لا يُجلب بالتوسل ولا برأفة الآخر، حتى لو كان هذا الآخر حليفنا. ألم تطح واشنطن بحليفتها السعودية باتفاقها مع عدوها إيران ثم يتبجح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مخاطبا العرب أن عليكم تعلم علم التفاوض من إيران.
في الحقيقة لم تمتلك إيران فن التفاوض بقدر علم (الآخر) بأنها قادرة على الإيذار. هنا تكمن القصة، في أن الآخرين يدركون مسبقا عدم قدرتنا على إيذائهم وبهذا تحولت طاولات المفاوضات معنا الى طاولات تلقين شروط.
ما زال طول الطريق - الذي علينا السير فيه – غامضا، حتى نتحول الى شعوب تستحق الحياة. لكن طالما خاصرتنا الضعيفة هي سياسيون يقتاتون على فرقة الأمة وتقسيمها الى هويات متصارعة، مما تفريغها من كل قوة فان نهاية الطريق ما زالت بعيدة.
نيسان ـ نشر في 2016/01/17 الساعة 00:00