خيط من نور
نيسان ـ نشر في 2016/01/18 الساعة 00:00
.
أسامة فتى في ثياب محارب، سيفه القلم، ومعركته الألم، يدافع عن فرصته في العيش، وعن حلمه في أن يكون أديبا ذائع الصيت.
أسامة غافله السرطان في لحظة غفوة، لكنه لم ينهزم، فأوجد لنفسه خيط من نور، ليبدأ معركته، وليمارس دور البطولة في مواجهة القاتل الدماغي.
أسامة لم يبلغ الخامسة عشر من عمره، لكنه يعيش كرجل، لا يهاب الموت، بل يحاربه، لا اكتب عنه كمريض، لكن كمبدع له مستقبل مشرق كروائي و قاص.
أسامة كانت لديه الجرأة ليتكلم عن طفولته، وعن أول أيامه في الصف الأول، كان جريئا ليروي حكايته مع المتنمرين، وكان شجاعا ليتحدث عن خوفه في مدرسته.
أسامة طفل أوجد خيطا من نور لفتاة لم يعرفها ألا في أحلامه، روى قصتها كفتاة سرطان، دون أن يعلم أن الأقدار ستطعنه كما طعنت بطلة قصته.
أسامة ما زال على سرير الشفاء، يواجه معركته بكل شجاعة، شجاعة يرويها بقلمه، لتكون عبرة للضعفاء من الرجال، وخيط من نور لأجياله من الأنهزاميين.
في هذا البلد لا يكفينا أن تغتال الحكومات مبدعينا، فيأتي السرطان ليقتل احلام من تبقى منهم، فهل لنا كشعب أن ننصفهم ونهتم بهم ؟
أسامة وغيره ممن يعانون لا يحتاجون إلى شفقة، يحتاجون إلى الأعتراف بهم بأنهم مستقبل وطن.
نيسان ـ نشر في 2016/01/18 الساعة 00:00