وظائف مسمومة
نيسان ـ نشر في 2016/01/19 الساعة 00:00
كان فيه عند دار جدي ابو امي - الله يرحمهم - شوية شجر بالحاكورة، كم شجرة دراق ع شجرة مشمش ع شجرة تفاح، وشوية دوالي، فكانت جدتي تظل ترش سم (بودرة لانيت) ع الثمر، عشان ما نلقطه قبل ينضج.
كنا صغار، وكانت تخوفنا بالسم واحنا نصدّق، ونظل يوم بيوم نستنى ليستوي الثمر و يروح مفعول السم، ولأن كنا دايما متلهفين ونراقب الثمر ع الشجر، كان البعض مننّا يحس ان الثمر ناقص، ونسأل بعضنا كيف نقص ومين لقطه وهو مسموم.
مع الأيام اكتشفنا ان الاولاد الاكبر مننّا همو اللي بلقطوا الثمر وبسرقوا الشجر، واكتشفنا ان جدتي كانت تغشنا وتضحك علينا، لأن السم كان عبارة عن طحين و بودرة جبصين.
الوظايف عندنا بالدولة ماشية بنفس نظام جدتي، بقولوا الشواغر ممنوع حدا يقرب منها الا بس يصير وقتها، والتنافس هو سيد الموقف، والشواغر للكفاءات، وبقولوا وبعيدوا وبزيدوا، مافيش حدا يتوظف بواسطة.
الشباب واقفين بستنوا بدورهم بلهفة ومصدقين هالسوالف، لكن فيه ناس عارفين السر، فما بستنوا ليستووا من الانتظار، ولا بستنوا لتستوي الوظيفة، فبسرقوا الوظيفة والدور ع بكير، وبتركوا الناس فانشين لحاهم (صافنين باستغراب) .
نيسان ـ نشر في 2016/01/19 الساعة 00:00