فرس جدي
نيسان ـ نشر في 2016/01/20 الساعة 00:00
.
كان جدي الله يرحمه دايما لما يزهق، يقول قوم معي، فنركب كل واحد ع فرس، ونطش بالحرش والجبال، وكان يسليني بقصص وحكايات من الماضي عن الاردن ورجالاته.
كان عمري أقل من 15 سنة، فمرة استغربت منه لأن كان يسولف وتارك رسن (حبل) الفرس، ويلف سجاير الهيشي. فسألته: ليش بتترك رسنها للفرس، فقال: الفرس ما بتخون صاحبها، دير وجهها واتركها لحالها.
وقال لما تشوفها جمحت لا تقاومها، واذا وقفت لا تجبرها، وكان يقول ان الفرس بالليل رفيق الانسان وسلاحه، وبتدافع عن صاحبها.
كبرت شوي وكبر عشقي للفرس ورفقتها، وصرت اركبها واطش لحالي، فركبتها مرة بالليل، رحت اسهر عند دار عمتي بقرية ثانية، ورجعت بعد نص الليل، والطريق لقريتنا زراعي موحش، جبال وشجر وحجر وما فيه سكان.
بعد ما طلعت من الطريق الرئيسي للطريق الزراعي، وقفت الفرس وما قبلت تمشي خطوة، وكل ما احاول انهرها لتمشي، كانت ترجع لورا، فخطر ببالي كلام جدي ان ما اجبرها ع المشي بهيك موقف.
ظليت واقف مكاني حوالي 10 دقايق وبعدها مشت، لكنها ظلت طول الطريق ماشية ع مهل، وكأنها كانت تقول: الطريق مش امان، أتركني براحتي ولا تغني ولا تهيجن عشان اركز بالطريق، وظليت ادخن بدون ما اهيجن ولا أغني مثل عادتي.
مات جدي، وراحت الخيل وبطّلنا نربي خيل، وبرغم ان جدودنا واهالينا بكل الاردن، كبروا مع الخيل وربّوا خيل يثقوا فيها، لكن احنا بالـ 25 سنة الاخيرة، مش قادرين نربي فرس وحدة نثق فيها لتقودنا للطريق الصحيح، ونولع سيجارتنا واحنا مطمئنين.
نيسان ـ نشر في 2016/01/20 الساعة 00:00