ابو كيس
نيسان ـ نشر في 2016/01/26 الساعة 00:00
>
مرت ببالي ذكرى حادثة حصلت معي من سنوات، لما روّحت بنهاية الاسبوع من الجامعة بوقت متأخر حوالي الساعة 11 ، ولأن قريتنا بعيدة ومنزوية عن باقي المناطق، وما كان عليها مواصلات، كنت دايما اركب بأي وسيلة للقرى المجاورة، وأكمل الطريق لقريتنا مشي.
كانت شتوية، والطريق مقطوعة وما فيه باطرافها سكان، ظلمة وطلطميس بلا إنارة وما فيه حركة سير ابدا، وبعد ما مشيت شوي، صرت اسمع صوت حركة وراي، اوقف يروح الصوت، امشي يرجع الصوت.
مشيت اكثر من 2 كيلومتر والخوف اكلني، ويلي صوت الريح، ويلي الصوت اللي وراي، ويلي المصيبة الكبيرة اللي قدامي، مصيبة المخنق (بكسر الميم وفتح النون).
منطقة المخنق سموها هيك من (الخنق)، لأنها موحشة كثير ومخيفة، وكبرنا ع سواليف الختايرية انه فيها ضباع.
ظليت امشي والصوت وراي و انادي، جاه الله عليك تقول مين انت، تراني مرّاق طريق، ماني عدو ومن هالحكي، وما حدا يرد.
ولما وصلت المخنق، صرت افكر بالضبع اللي بده يطلعلي، وما خليت سورة بالقران حافظها الا قريتها، ومش قادر اركض، اصلا ما كان فيي حيل اركض.
وبحمدلله عديت من هالمخنق بسلام بعد ما نشف دمي، ولحظتها ركضت وركضت، لكن الصوت بعده بركض وراي، لحد لما وصلت عند أول بيت باطراف القرية ، وقفت عند الضو واتلفتت وراي اتفقد إذا فيه حدا، واذا الصوت عبارة عن كيس بلاستك اسود، مربوط بخيط وعالق بكندرتي، فضحكت ع حالي بجنون.
لكن اليوم اتذكرت هالحادثة وماضحكت، لأن اكتشفت ان الكيس بعده عالق برجلي، و ان الخوف من الكيس اتغلغل لقلبي.
واكتشفت أنه مش انا لحالي ابو كيس، لكن كلنا بنمشي وبرجل كل واحد فينا علقان كيس اسود مليان فتن ونعرات.
بنمشي وقلوبنا قاتلها الخوف، الخوف على وطن ووحدة شعب من بشر متوحشة وصنّاع فتن، مش من ضباع المخنق.
نيسان ـ نشر في 2016/01/26 الساعة 00:00