ما هو الحزام الناسف؟
نيسان ـ نشر في 2016/01/30 الساعة 00:00
منذ انتشار التنظيمات الإرهابية في الشرق الأوسط، عادت إلى الساحة العمليات الانتحارية، سواء في المناطق الساخنة أو الأمنة، لتستهدف في أغلب الأحيان أرواح المدنيين العزل.
وتسابقت هذه التنظيمات التي كان أبرزها تنظيم داعش وفروعه وتنظيم القاعدة وفروعه، على إرسال انتحارييها بأحزمتهم الناسفة لاستهداف أعدائها بصورة مباشرة تارة، أو استهداف "جمهور" أولئك الأعداء في محاولة لبث الفتنة الطائفية في المنطقة.
آخر هذه المحاولات التفجير الذي استهدف مسجد اًبمنطقة الأحساء شرق السعودية، أمس الجمعة، ما تسبب بوفاة 4 أشخاص وإصابة 18 آخرين.
وفي نفس الأسلوب المعهود، حاول انتحاريان تفجير نفسيهما بالأحزمة الناسفة، إلا أن الأمن اعترضهما ففجر أحدهما نفسه بالمسجد، والآخر قبض عليه بعد إصابته بالرصاص.
فما هو الحزام الناسف ولماذا يشكل أداة مفضلة للقتل والدمار عند التنظيمات الإرهابية؟
السترة
يتكون الحزام الناسف من حامل يحوي عدة جيوب تحشى فيها المواد المتفجرة، إضافة إلى قنوات شبكة التوزيع الكهربي التي تصل بين الطرفين الأيمن والأيسر.
ويوجد على جانبي الحامل نقطتا تجميع، الأولى يطلق عليها اسم "نقطة الأمان" والثانية "نقطة التشغيل" لتفجير الحزام.
وتصمم المتفجرات على شكل اسطوانات من أكياس شفافة بداخلها المواد المتفجرة، وتوضع هذه الاسطوانات بعد أن تثبت على "لوحة الشظايا" داخل جيوب السترة.
المتفجرات
يتراوح وزن السترة الناسفة المحشوة بين 5 إلى 20 كلغ، ويخفيها الانتحاريون عادة تحت الملابس السميكة أو المعاطف، وبحسب موقع ويكيبيديا، فإن تأثير المواد المتفجرة قد يصل إلى مسافة 15 متراً، حيث تعزل الجهات الأمنية المشتبه بهم من تلك المسافة وتأمرهم بخلع ملابسهم العلوية للكشف عنهم.
ويدخل في تكوين الحزام العديد من أنواع المتفجرات إلا أن النوع الشائع والأكثر تأثيراً هو "C4" ويصنف ضمن المتفجرات البلاستيكية، إلا أن صعوبة الحصول عليه، دفعت بالإرهابيين إلى الاعتماد على أنواع أخرى مثل التراينيتروتولوين "tnt" إلا أنه غير ثابت وغالباً ما ينفجر بالانتحاري بعيداً عن الموقع المستهدف، وبروكسيد الأسيتون الذي يعرف باسم "أم العبد"، ويشاع استخدامه بين الإرهابيين نظراً لسهولة الحصول على المواد الأولية اللازمة لتصنيعه ولرخص ثمنها.
وحسب الخبراء العسكريين فإن العبوة التي تزن كيلو غرامين من مادة C4 تعادل في حال انفجارها قوة 10 كلغ، من مادة تي إن تي شديدة الانفجار.
الشظايا
تتسبب الشظايا الناتجة عن الحزام الناسف بـ 90% من مجموع الإصابات، وتعد "كرات الصلب" أخطرها وأكثرها استخداماً حيث يتراوح قطرها بين 3إلى 7 ملم.
ويلجأ الإرهابيون عادة إلى وضع أي مواد مؤذية تصلح من حيث حجمها وصلابتها لأن تكون "شظايا"، مثل المسامير والبراغي.
وبحسب التقديرات، فإن الشظايا قد تنتشر أحياناً إلى مسافة مئة متر، حيث تنتشر حوالي 40 شظية في المتر المربع الواحد على بعد 5 أمتار من موقع التفجير، وعلى بعد 10 أمتار قد تنتشر 30 شظية، لتتقلص إلى حوالي 20 شظية على بعد 15 متراً.
تجدر الإشارة إلى أن عملية التصنيع تحتاج لأكثر من يد إرهابية، إذ يتولى "الخياط" تفصيل الحامل والجيوب وعمل قنوات الشبكة الكهربائية، ويأخذ الموصفات من "الكهربائي" الذي يعمل على توزيع الأسلاك الكهربية الخارجة من الصواعق وتجميعها في نقطة أمان ونقطة التشغيل.
نيسان ـ نشر في 2016/01/30 الساعة 00:00