رداً على لميس اندوني في (الأردن وعقدة الدور الوظيفي)
نيسان ـ نشر في 2016/02/03 الساعة 00:00
محمد قبيلات
نشرت الكاتبة الصحفية لميس اندوني أول إطلالة لها في جريدة السفير اللبنانية، تحت عنوان "الأردن وعقدة الدور الوظيفي". ولأنني أرى بها أستاذة مختلفة كان لا بد من إبداء هذه الملاحظات.
أولا: بخصوص الخلفيات الجغرافية، فإن الدور الوظيفي للدولة الأردنية مرده سايكس بيكو، وهما بالمناسبة، سايكس وبيكو، أثناء وقبل خلوتهما، لم يشاورا أية أطراف عربية بالخطوط وتعرجاتها، تلك التي أفرغوها على الورق وأصبحت فيما بعد كيانات ثم دويلات ثم قوميات.
ليس الأردن فقط الدولة التي ينطبق عليها الصفة الوظيفية، فالجزيرة أُضعفت بالدول والإمارات المحيطة بها، وبلاد الشام (سوريا الطبيعية) أُضعفت بانتزاع فلسطين وإصدار وعد بلفور المشؤوم للصهاينة ومنحها لهم، وفصل لبنان عن سوريا، وعدم إظهار الاسكندرونة في خارطة سوريا.
كما فصل العراق عن الخليج العربي بالكويت. وفصل شرق ليبيا عن (مصرها)، وهشّمت المغرب العربي إلى أربع قطع.
فأي الدول العربية لم تنشأ لوظيفة خطط لها الاستعمار؟
ثانيا: من الناحية التاريخية، فإن شبهة (الوظيفية) التصقت بالدولة الأردنية لاحتضانها اللاجئين من فلسطين أولا، وتاليا من كافة الدول العربية، وهذا أمر فرضته الأخلاقيات التي يصعب على الدول المحترمة أن تتخلى عنها.
ليس من المعقول أن تسد أبوابك بوجه إخوتك الهاربين بجلودهم من ويلات الحروب والصراعات المحلية، نعم من الصعب من الناحية الإنسانية إبقاء البشر مكدسين على أبوابك الحدودية.
شارك الأردن في كل الحروب التي خاضتها الدول العربية مع إسرائيل، وعندما دخل في عملية السلام دخل أيضا مع كافة الأطراف العربية بمسارات متوازية شبه علنية.
سيقول البعض كان هناك اتصالات مع إسرائيل من تحت الطاولة، وقبل كل هذا المعلن، والجواب هذا صحيح، وهذا ما فعلته كل الدول العربية أيضا، البعيدة والقريبة من الكيان الإسرائيلي.
ثالثا: فيما يخص سوريا وقصة الـ "موك"، لا تظهر هذه القصة أية سلوكات وظيفية، فمن حق أي دولة الدفاع عن مصالحها، والنظام السوري ذاته هو من أشعل نار الحرب في سوريا للتخلص من مطالب الجماهير العادلة.
فما هو المتوقع من الأردن، وقد أصبحت حدوده مع العراق وسوريا، تحت سيطرة داعش والحرس الثوري الإيراني الميلشيات والموالية لإيران؟ هل عليه أن ينتظر سيطرة هذه الكيانات الإرهابية والطائفية ثم تتمكن من حدوده وتبدأ بتهديد أمنه؟
رابعا: بخصوص اللاجئين السوريين، فأية خيارات أُخرى، غير الإنسانية، أمام الأردن وقد تدفقت مئات آلاف الأسر الهاربة بأطفالها باحثة عن الأمن من الحرب ونيرانها؟. هل من خيار غير إيوائهم وتقديم الممكن لهم ريثما تحل الأزمة السورية؟
سيدتي هي مجرد تساؤلات نطرحها بعد قراءة مقالة لكاتبة نُجِل ونحترم.
نيسان ـ نشر في 2016/02/03 الساعة 00:00