عشمتني بالحلق، خرّمت أنا اذاني
نيسان ـ نشر في 2016/02/03 الساعة 00:00
لما كانوا يروحوا الناس ع الحج ايام زمان، كانت القرايا تتحضر قبل بشهر، زيارات وسلامات ووداعات وامنيات السلامة، وبيوت الحجاج تصير مجالس سمر قبل السفر.
والأهم ان الحجاج كانوا يجهزوا قائمة بالهدايا وأصحاب الهدايا، كل واحد حسب درجة قرابته، بتكون أهمية هديته.
كنا احنا الصغار، نظل نتلهف ليرجعوا عشان الهدية، كنا نفرح برغم بساطتها، كاميرا بلاستيك اللي فيها صور لمكة والبيت الحرام وجبل عرفة، والفرودة المذهبة أم شرار، ودشداشة وطاقية ومسبحة.
كبرنا نتوفة، وكبرت احلامنا بهدايا اكبر واثمن، وراحوا دار جدي ع العمرة، وزيّنا باب الدار والحارة قبل يرجعوا، وصرنا نستنى، وبما انهم جدودي اللزم، اكيد هديتي كبيرة.
طلعنا نستناهم باطراف القرية، ولما وصلوا ظلينا نركض ورا الباص للب القرية، نزلت الناس، وسلمت الناس، وارتاحت الناس.
وصار وقت توزيع الهدايا، فسألت جدتي وين هديتي اللي وعدتيني فيها؟ وانها بتقول، ييه مالكوا مش منزلين الكيس اللي فيه الدناديش(الاكسسوارات) ومواعين الاولاد؟ مواعين قصدها الثياب.
انا صدّقت سولافة الكيس وانهم نسيوه بالباص، وراحت الايام واجت الايام، وظلت الناس على عوايدها كل ما حدا بده يحج او يروح ع العمرة.
ولكن الدرس الكبير اللي فهمته بعدين، ان بكل بيت اردني فيه حجي وحجية نسيوا الهدايا بالباص، او طارت عن ظهر الباص أو أن الهدايا بباص ثاني بعده ع الطريق.
حكومتنا بتتعامل معنا بقصص الدول المانحة والمساعدات بنفس مبدأ الحجاج.
كل مناسبة وكل مؤتمر، ببلشوا يعشموا فينا قبل بشهر وشهرين، بوعدونا وبروحوا وبسافروا وبنظل نستنى بالهدية الكبيرة على نار، ولما برجعوا بقولوا الهدايا ورانا بالباص الثاني ع الطريق.
اربع سنوات وهمو بعزفوا ع لحن اللاجئين والمنح والدعم والهدايا الدولية.
أربع سنوات، والمشاريع واقفة والعقول واقفة والناس واقفة، تركنا اشغالنا وقاعدين نستنى الهدايا الدولية لتحل مشاكلنا، ووقت توزيع الهدايا ما بنشوف ولا حتى الطواقي والدناديش.
نيسان ـ نشر في 2016/02/03 الساعة 00:00