توجيهي
نيسان ـ نشر في 2016/02/07 الساعة 00:00
>
وانا بالتوجيهي، كنت كل يوم اروح اقرا بمنطقة بعيدة، مافيها لا طرق ولا سكان، إلا فلاحين بشتغلوا باراضيهم.
فمرة اجى لعندي ختيار، وسألني: ابن ليمن انت ومنوين؟ وجاوبته.
فقال: وااال بتقطع كل هالمسافة عشان تقرا هون؟
فقلت : ما انت عارف وضعنا بالقرى، بالدار ناس رايحة، وناس جاية، وهس ولك واسكت ولك، هون احسنلي واصفالي راس.
فقال: تراك بتقرا بأرضي، ودوك إياك بتربصها و انت رايح جاي بقرايتك، وبتصير صعبة ع الكديشة بالحراث، فإذا ما نجحت، وجبت علامة مليحة، تراك بتحرثها انت. ضحكنا ودعالي بالنجاح وراح.
نجحت وكملت توجيهي، ودخلت الجامعة. ولكن مابين توجيهي زمان وهسا، صار اللي بده يتجوز، يأجل عرسه عشان اخوه او اخته توجيهي، والام رايحة بكاسة شاي، وراجعة بكاسة عصير، وممنوع الزيارات، ويا اولاد انقلعوا ع دار جدكوا، خلي اختكوا تقرا، كلشي ولا تنزعج ماري كوري.
معلمين خصوصي، ومراكز، واسئلة متوقعة، سيارة بتوديهم، وسيارة بتجيبهم، والاب واقف بستنى باب المدرسة، والام بتجهز البيتزا، هسا بروح اينشتاين من الامتحان.
ولما برسبوا، بتبلش الأعذار واللوم ع الوزارة والأسئلةّ.
ع دورنا ما كان يحلالهم يتجوزوا الا بالامتحانات، والنسوان ما بحلالها تخلف الا بالامتحانات، والناس تنجح.
الوزارة مقصرة بإدارة ملف التوجيهي، سواء بالمناهج أو هيئة تدريسية أو بمشاكل الأسئلة، لكن الأهل كمان افقدوا التوجيهي هيبته، وافرغوه من معناه، بتدليلهم لأولأدهم، وخلق جو من التهويل و الرعب.
نيسان ـ نشر في 2016/02/07 الساعة 00:00