أحيان الفاكهة وأوقاتها ! نصوص قصيرة لـــ ِ / ماجد شاهين

نيسان ـ نشر في 2016/02/13 الساعة 00:00
( 1 ) و حين شوق ٍ ! هكـذا ، و في حين شوق ٍ وحاجة ٍ ، سأفعل مثلما يحدث لي دائما ً ، سأرمي منديلا ً بعطره و دهشته إلى غيمة واضحة باسقة مُشتهاة ٍ ، و أطلب ُ إليها ، إلى الغيمة ِ ، أن تُمطِر منديلي هناك ! .. ستُمطِر الغيمة ُ منديل َ دهشتي و على أطرافه رسائلي و" نُتـَف حكاياتي " و يَسـّاقط هناك البوح كما يحدث حين تنداح الرقـّة و يضحك الحبق ! .. هناك ، ستضحك الغيمة و يضـّوّع شوق المنديل ! .. هناك سأراني في دهشة الغيمة ! هكذا ، أفعل تماما ً حين يعن ّ في الروح أن أصعد إليك : أرمي المنديل إلى الغيم و أدحرج قلبي في الدروب . ( 2 ) و حين نقترب ! ويُمكن ُ ، مثلا ً، أن أراك عند بائع " عرانيس الذرة المسلوقة"، تماما ً لصق العربة، حين لا يكون مُتاحا ً أن ندلف إلى مقهى قريب ٍ معا ً ! هناك ، عند عربة " العرانيس المسلوقة " أو عند عربة لــ ِ " العرانيس التي تنضج بالشواء " ، سأضحك للبائع ، و على طريقتي في الضحك القليل ، و سيعرف أننا جئنا إليه لنقترب ! .. البائعون الجائلون ، يعرفون أسرار الشوارع وحكاياتها و يدركون و من غير عناء ، أن ثمّة في كل زاوية عاشقين . .. و يمكن ، مثلا ً ، أن نتريّث قليلا ً ، فيخلو الدرب من عابريه ، أو يتسع لخطواتنا القليلة ، فنقترب ! يمكن ُ ، دائما ً ، أن نقترب ! ( 3 ) و حين قيلولة ! و حين قيلولة أو انتظار ٍ أو مصطبة ، سـأقرأ فيكم ستين فصلا ً من حكايتي أو ستين وجهاً من ملامحنا التي غابت والتي توارت والتي تعبت دروبها و لم يتعب حارسو روحها ! حين استرجاع ٍ ، سيكون وجع ٌ ، لكنـّنا سنمعن في الحبّ والزيتون . حين قيلولة ٍ ، سيكون استحضار ٌ ، ونمعن ُ في لثم الرائحة ! حين رحلة ٍ في الذاكرة ، سيكون وجد ٌ ، و نمعن ُ في النشيج والحزن ولن نرتوي ! .. حين ذلك كلّه ، ستكون وجوهنا لنا ! حين ، يا هذا ، يا هذه .. حين نلوذ بنا ، سنقرأ أرواحنا الغائبة و شجرة التين و الدالية و البيلسانة و " شجرة التفاح الحامض " ! .. حين وجع ، وفي كل حين ٍ، تغدو الذاكرة خبزنا . ( 4 ) وحين جدار واضح ! الأماكن ضيّقة و قليلة ، و أنا كثير و مكتظ ّ بي ! أريد ُ اتـّساعات إضافية ضافية في الشبابيك و مساحات واضحة في المقاهي و أرصفة أشد ّ وضوحا ً . أريد ُ أصواتا ً أكثر صخبا ً لبائعي " الترمس " و " شعر البنات " ، أريد ُ الكثير من الجدران لكي يعلّق الشعراء عندها قصائدهم . أريد ُ ، أكثر ما أريد ، أن يظلّ ّ الفرق ُ واضحاً ً بين ماء و دم . ( 5 ) وحين فاكهة ! ترفـّقي بالنافذة ، لكي يصير القمح خبزا ً و تطيب الفاكهة ! 2016
    نيسان ـ نشر في 2016/02/13 الساعة 00:00