الانتخابات الايرانية .. ما قبلها وما بعدها

صافي الياسري
نيسان ـ نشر في 2016/02/23 الساعة 00:00
حين اسس خميني جمهورية ولاية الفقيه في ايران ،ومنذ اليوم الاول لاعلانها خابت امال الشعب الايراني في قيام جمهورية تعتنق التعددية وتقوم على اسس الديمقراطية وتكافؤ الفرص والعدالة والمساواة والنجم الاعلى .. الحرية .. فاسقط في يده لتتوالى النكبات مع قيام النظام الثيوقراطي الذي استلب من الانسان الايراني كل شيْ واسقط نجمه العالي ( الحريه ) ووضع كل شيء في يد الولي الفقيه الذي اسماه المرشد الاعلى الذي وظيفته المشرعنة ان يكون وليا ومرشدا للشعب القاصر الذي لاخيار له في شيء ولا راي له فوق او دون او مع راي الولي الفقيه ،وايغالا في سلب الارادة والتزوير ابتكر النظام لعبة الانتخابات وصناديق الاقتراع التي تملأ في كل دورة بالاوراق المليونية المزورة ،وفضلا على تزوير الاوراق الانتخابية ،هناك فصل في اللعبة يبدأ قبل ان تبدأ هو ان يختار الولي الفقيه بنفسه او عبر ازلام عصابته اسماء المرشحين للعبة وعلى وفق القوانين التي وضعها غير القابلة للتغيي او التعديل ولا حتى المناقشة ،هذا ما يجري قبل بداية ماراثون التزوير والنفاق الكوميتراجيدي المضحك المبكي ،اما اثناء اجراء الانتخابات ،فان ازلام النظام يخرجون الناس من بيوتهم سوقا الى صناديق الاقتراع ويسلمونهم الاوراق التي يجب وضعها في الصناديق ،لابل الامر الاكثر اجراما بحق ارادة وخيار الشعب الايراني ،هو سوق السجناء الى صناديق الاقتراع بعد ادخالهم دورة اجبارية حول كيفية ومتى ومن يختارون ويكتبون اسمه في اوراقهم لا بل حسبما عرفنا فانهم يسلمونهم اوراق كتبت فيها الاسماء المطلوبة ،ولكم ان تتخيلوا أي خيار او حرية اختيار يتمتع بها السجين في ايران؟؟ هذه هي الكذبة الكبرى ،وهذه هي الانتخابات في جوهرها ،فهي على وفق راينا ،لعبة مرسومة ومحسومة النتائج مسبقا ،وهي لم تشرعن الا لمنح النظام ورموزه وسياساته ووجوده صكا ووثيقة تفويض شعبية مضافة لوثيقة التفويض الالهي التي يحملها الولي الفقيه ( نائب الامام ) وهي لن تاتي الا بمن يريدهم وعلى هذا يمكننا قراءة صفحة المستقبل ،ولنا ان نجزم ان خطا ولو فرعيا من خطوط سياسات النظام المستقبلية لن ينحرف عن سياقات واسس وركائز ولاية الفقيه التي سيرها على ارادته مؤسسها الاول خميني . ويبدو ان روحاني الذي يعرف اللعبة ويشارك فيها بدأ الاستعداد لما بعد الانتخابات منذ الان علةى اعتبار انها بالايام القليلة الباقية تعد منتهية ومحسومة لذا ألقى كلمة في المنتدى العام للمصرف المركزي خصص القسم الأعظم من كلمته للدعاية لنفسه وحكومته وسلبيات الزمرة المنافسة ( زمرة خميني ). وركز على ما اسماه انجازا باهرا ووطنيا انجاز المفاوضات النووية وأنه تمكن من وضع حد للعقوبات حسب ظنه أو احتواء التضخم و... وفي ذات السياق اتهم الزمرة المنافسة التي تستثمر العقوبات لسرقة ثروات الشعب بذريعة الالتفاف على العقوبات وأخذت شحنات النفط بحجة بيعها واعادة عوائدها ولكنهم باعوا النفط وابتلعوا عوائده. وتابع أنه يجب التشكيك في جنسيتهم الايرانية كونهم ليسوا فرحين برفع العقوبات. ولكن الموضوع الأهم هو أن روحاني وبعد كل هذه الفذلكة وبعد كل هذه الهجمات قال هناك شكاوى كثيرة وقضايا عديدة أخرى ولكني لن اتطرق لها الان اذ علينا ان نتجه الى صناديق الاقتراع! وبذلك يكون روحاني قد هدد بشكل سافر بالقول –بعد الانتخابات ساحاسبكم !! والك يعلم ان روحاني لا يمكنه ان يحاسب احدا ،ولا يحل عقدا ولا يربط محلولا ،والجميع يسخر من تهديداته . وابسط ما قاله رموز عصابة خامنئي في توصيف تشدقه بانجاز المفاوضات النووية (برجام ) ان عبارات الإطراء والمديح التي يكررها روحاني بشأن الإتفاق النووي(برجام) ليست الا مبالغة
    نيسان ـ نشر في 2016/02/23 الساعة 00:00