مجدداً .. عن ترشيح الأمير علي لـ(الفيفا)
نيسان ـ نشر في 2016/02/25 الساعة 00:00
إبراهيم قبيلات
لن نتحدث عن الحملة الانتخابية التي رافقت ترشيح الأمير علي بن الحسين لرئاسة الإتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، ولن نتحدث عن تعبئة الإعلام المحلي ورؤساء الجامعات لطلابهم، فالرياضيون يدركون تماماً وزن ذلك وأثره في سلة الاقتراع الدولية المقررة غدا، لكننا معنيون في التأشير إلى تحمس (النواب الخمسين) وأثره السلبي على مجريات اللعبة.
الصورة النمطية في الشارع الأردني عن ثلة من نوابه، أنهم فاقوا بدهائهم دهاة العرب من بني أمية، وقادرون على ابتكار أدوات حربية ناجعة، كل حسب دائرته الانتخابية، لكن ذلك لم يسعفهم على خوض تجربة إقليمية واحدة، لكسب حلقة أولى من سلسلة حلقات (الفيفا)، فـ (من أول غزواته كسر عصاته).
يقرأ رياضيون مناشدة 50 نائبًا أردنيًا الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة رئيس الاتحاد الآسيوي التنازل لصالح الأمير علي في رئاسة الاتحاد الدولي، أنها "قفزة إقليمية" غير موفقة، ففي الوقت الذي يتعين عليهم الفصل بين الرياضة والسياسة، والاحتفاظ بتجاربهم وسكبها في آذان قواطعهم البشرية، فضلوا اللعب على الساحة الإقليمية بعد أن دمروا ساحتهم المحلية.
ماذا كانت النتيجة؟
التقط الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة "المناشدة" باعتبارها ورقة ضعف أردني، كما أنها كشفت عيوب "الديمقراطية الأردنية"، وأنها لم تخرج بعد من دائرة "المخترة" و"الوجاهة"، فيما تدار لعبة (الفيفا) بعقول "نفطية" وبقفازات غربية، فضلاً عن تكلفة الصوت الواحد التي تزيد عن الـ( 50 دينارا) الشهيرة محلياً.
نحن مع الأمير في مسعاه، ونقف إلى جانبه ضد "الهتيفة" ممن اعتادوا تجميل الواقع وتزييفه، لكننا ننحي عواطفنا جانباً ونفكر بعقل بارد، سيما وأن الفيفا معركة يتشارك بإعدادها العالم.
أتذكرون تجربة الأمير مع السويسري جوزيف بلاتر الذي رأس الاتحاد الدولي لكرة القدم لنحو عقدين من الزمان، يومها قسمت مجموع الأصوات الـ 209 على اثنين، كانت حصة الأمير منها 73 صوتاً.
اليوم بالميدان 5 لاعبين؛ الأمير علي بن الحسين، والبحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة رئيس الاتحاد الآسيوي، وأمين عام الاتحاد الأوروبي السويسري جاني إينفانتينو، ورجل الأعمال الجنوب أفريقي طوكيو سيكسويل، والفرنسي جيروم شامبانيي المسئول السابق في الفيفا.
حصة الأمير والشيخ تنحصر في الخزان الأسيوي والأمريكي الجنوبي، وكل منهما يأخذ من حصة الآخر، ويقوض فرص نجاحه، في الوقت الذي لن يستطيعا أخذ شيء من حصة إينفانتينو في اوروبا، بل على العكس، فقد أكدت بعض التسريبات ان الاخير سيحصل على أصوات آسيوية، ومن المتوقع ان يحصل كلا المرشحين الأمير والشيخ على مجموع أصوات 82 صوتا، يضاف إليها جزء من الكعكعة الأفريقية لصالح الشيخ سلمان والامريكية للامير، إلا ان هذه الأجزاء ليست ذات أهمية لكونهما حتى اللحظة لم يضمنا أصوات القارة الصفراء، فيما ينفرد بباقي الأصوات الأفريقية كل من السويسري جاني إينفانتينو، ورجل الأعمال الجنوب أفريقي طوكيو سيكسويل.
بقي القول إن هناك جهودا عالمية تبذل للإيقاع بالحلم العربي للمرة الثانية, وهذا ما اكدته استطلاعات الرأي العالمية التي بدأت فعليا المباركة للسويسري جاني إينفانتينو بمنصب الرئيس، يضاف إليها مطالبة الأمير علي بتأجيل الانتخابات قبل أيام من إجرائها، في مشهد يعبر عن غياب الشفافية وتفشي الفساد والمال السياسي العالمي في الاتحاد الدولي.
نيسان ـ نشر في 2016/02/25 الساعة 00:00