شوك الملاعب
نيسان ـ نشر في 2016/02/26 الساعة 00:00
كنا صغار، وكنا أولاد الحارة بالعطلة المدرسية، نجمع كل واحد 5 قروش و10 قروش؛ لنشتري فطبول أبو الليرة وربع.
كان ملعبنا قطعة من أرض المقبرة، صغير، ملعب ترابي، وكله شوك وحجار، وحواليه شجر الصبر، إذا وقع فيها الفطبول معناها انفزر.
المرمى حجار نحطها فوق بعض، ولما يمرق عنها الفطبول أو يلمسها، كانت تتوقف اللعبة، ويضيع الوقت واحنا نتهاوش جول، والا مش جول.
واطراف الملعب بدون حدود ، ولا تخطيط، نخليها ع الذمة، والضمير إذا الفطبول اتجاوز خط الطرف أو لا، تتوقف اللعبة، ونتهاوش اوت، والا مش اوت.
وكانت بايامنا موضة الابواط الصيني، اللي بقاعها اصابع مطاط، وابواط الاديداس أم ساق، وقاعها مسح، ومطاط.
كنا لما نلعب، نشلحها، ونلعب حافيين؛ عشان الملاعب تراب، وحجار، كنا نخاف تهتري من الحجار، فمش مشكلة تهتري اجرينا، وينزل دمنا، المهم البوط.
كنا نفرح باللعب برغم كل الواقع الأليم اللي كنا عايشينه، وبرغم هوشاتنا بالملعب.
كنا نحلم يكون عندنا ملاعب، ويكون عندنا فرق، ومنتخبات قوية، لكن ما أظن أن حدا فينا كان يفكر في يوم أنه ممكن ينسى الخوف من منتخبات مثل إيران، والعراق، واليابان اللي كانوا ع طول يغلبونا.
كبرنا، ونسينا الخوف، وصار عندنا منتخبات نفرح فيها، وتنسينا وجع أجرينا من اللعب ع التراب، والشوك، والحجار، وتنسينا المعاناة اللي كنا عايشينها، واحنا صغار.
وبرغم نهضة كرة القدم اللي قادها سمو الأمير علي، ومن قبله جلالة الملك عبدالله الثاني، إلا انه معاناة أطفالنا، وشبابنا بأطراف المملكة مستمرة، جيل بعد جيل، بنشوفها بمدارسنا، وحاراتنا لغاية الآن.
أطفال، وأولاد، أحلامهم بتكبر لما يشوفوا لاعبين، ومبارايات ع التلفزيون، و بتنمحى لما تنتهي المباراة، ويرجعوا لأرض الواقع، واللعب ع الاسفلت، والشوك، وبالحواكير حافيين.
سمو الأمير باني نهضة كروية حقيقية، ومازالت النهضة مستمرة؛ ليحقق أحلام كل الواعدين، والشباب.
سمو الأمير بالاتحاد الدولي لكرة القدم، صوتنا للعالم، ان بدنا ملاعب، وبدنا ملابس، وابواط يلعبوا فيها اولادنا، وشبابنا.
فالنا الامير يصير رئيس الفيفا، عشان ما يظل حدا يقول: بعدهم بلعبوا حافيين بالشوارع، والحواكير.
نيسان ـ نشر في 2016/02/26 الساعة 00:00