الجامعة الأردنية ، إلى أين؟
نيسان ـ نشر في 2016/03/07 الساعة 00:00
شاهر الشريدة
كنا نفترش الأرض أنا وصديقي، نبحث في الصحيفة في أسماء المقبولين في الجامعات الأردنيه، لم أكن أعرف ما ذاك الشعور الذي أصابني لحظة قرأت أسمي ضمن المقبولين في الجامعة الأردنية.
رحت أمزق أوراق الصحيفة، وأقفز فرحا وسط الشارع أطيرها في الهواء. كان شعورا حقيقيا بالسعادة، فقد كنت شغوفا بها، وأنتظرت لحظة عناق أشجارها طويلا.
في يوم التسجيل، دخلتها مرتبكا؟ لشعوري برهبتها، كنت أحاول أن أخفي أرتباكي بالأستمتاع بكل تفاصيلها، ومحاولة إستنشاق رائحتها.
بعد أن أكملت متطلبات التسجيل في كلية الحقوق بمساعدة من طلبة الإرشاد الذين ما زلت أتذكرهم بإبتساماتهم الدافئة، عدت بحافظة مكتوب عليها أسم الجامعة، ولمحة عنها.
كنت دائما بطريق عودتي من عمان إلى القرية، أتعمد بأن أجعل إسم الجامعة على الحافظة أمام أعين الناس في الطرقات، وفي الحافلات؛ لأقول لهم: انظروا، أنا إبن الأردنية.
كان ذلك في أيلول من عام 1993 عندما كانت لدينا جامعة إسمها الأردنية، عندما كان إسمها يمنح الشعور بالفخر والهيبة لكل أردني وعربي، عندما كانت حلم يداعب خيال كل من رآها أو سمع عنها.
كان ذلك عندما كان لدينا علم وتعليم، عندما كان لدينا أساتذة كبار من أبناء الأردن، وقبل أن يغادر أساتذة العراق وسوريا جامعاتنا.
الآن ضاعت جامعتنا الأردنية، ولم نعد نشعر بعظمتها. فقد سرقوها تجار التعليم، قتلوا ابتسامة أشجارها، ودفنوا معالم شوارعها ومبانيها الأصيلة. فقد أصبحت أقرب ما تكون إلى أسواق، وواحة استجمام لا جامعة.
لم يكتفوا بتمييع التعليم فيها، لكنهم يصرون على أن يمنعوا الفقراء من دخولها، وقتل أحلامهم، فينهكونهم بالرسوم عام بعد عام.
منذ أيام والأعتصام مازال مستمرا، وما زال تجار التعليم يقتلون أحلام الكادحين.
كانت لدينا جامعة، كلما مررت بجانبها، ارى خصلات شعرها تغطي اكتاف مبانيها، وأشعر بخصور أشجارها تتمايل طربا مع أحلام طلبتها وضحكاتهم.
الآن، لم يبق منها الا رائحة اموال، وأشجار تنتظر بأغصان حزينة، و أوراق باكية، قرار الإزالة.
نيسان ـ نشر في 2016/03/07 الساعة 00:00