إنَّه زمان الريب ... ولكنْ .. قصيدة للشاعر شريف قاسم

نيسان ـ نشر في 2016/03/12 الساعة 00:00
هــي أُمَّـتي بـين الـورى وفـخاري ... ونــشـيـدُ عــمــري الــثَّـائـرِ الــخـطَّـارِ
هــي أُمَّـتـي الـثـكلى بـعـصرِ تـآمُـرٍ ... لــلـظـالـمـيـن الــــنَّـــاسَ والــكــفَّــارِ
آذى تَـفَـجُـعُها فـــؤادي فــالأسـى ... وخــــزاتُـــه مــشــبـوبـةٌ مـــ ـن نـــ ـارِ
وتــكــادُ تـرديـنـي مـصـائـبُ أهـلِـهـا ... وتــردُنــي كـالـمـيْتِ فـــي أطــمـاري
لـــكـــنَّــه الإيــــمــــانُ باللهِ الـــ ـــذي ... بــرأَ الـوجـودَ ، فـلـيس فـيـه نُـمـاري
قــــد قَــــدَّرَ الأقــــدارَ جــــلَّ جــلالُــه ... فـالـخـيرُ كـــلُّ الـخـيـرِ فـــي الأقــدارِ
يـــرعـــاكِ ربُّـــ كِ أمَّـــتــي لاتــحــزنـي ... ســـيـــردُّ عـــنـــكِ ضـــ راوةَ الــفُــجَّـارِ
بـوركتِ بـالإسلامُ لـن يـفنى الهدى ... ولأنــــتِ طــــولَ الــدهـرِ خــيـرُ مــنـارِ
بـوركـتِ فــي غـدِنـا ، وبــورك مـوئلٌ ... قـــامــت دعــائــمُـه عـــلــى الإيـــثــارِ
بــربـوعِـكِ الـخـضـرِ الـجـمـيلةِ بـسـمـةٌ ... رغـــمَ الـمـصـائبِ بـسـمـةُ اسـتـبشارِ
وهـــي الــقـراءةُ لـلـرجاءِ ولــم نــزل ... نــحــن الأُبـــاة نــمـجُّ طــعـمَ الــعـارِ
فــاهـنـأ بــــه يــاجـيـلَ جــنـدِ مُـحَـمَّـدٍ ... لــــم يُــبـقِ مـــن هـــمٍّ ولا أكـــدارِ
أهـلـوكَ يـاجـيلا صـحـا أهــلُ الـعـلى ... فــاعـلـمْ فــمــا لـلـمـجدِ مـــن إنــكـارِ
بــيـن الـبـرايـا ذكــرُهـم لـــم يـنـصرم ... عــمَّــا لــهــم مــــن رِفــعــةٍ وجِــــوارِ
مــنــهـم إلـــيــك رســـالــةٌ فــيَّــاضـةٌ ... غـــنَّــتْ بـــهــنَّ ســـواجــعُ الأســحــارِ
أمَّـــا أنــا فـلـديَّ مــن شـعـري لـكـم ... مـافـي الـسَّـحابِ الـمـغدقِ الـمـدرارِ
فـيـضـانُ صـــدرٍ قـــد كـوتْـهُ فـواجـعٌ ... ورمـــتْــهُ ظــلــمًـا مُـــديــةُ الــجــزَّارِ
لــكـنَّـه إيــمــان قـلـبـي بـالـكـريمِ ... ... ... يـعـيـنُني ، ويـفـكُّ قـيـدَ إســاري
لاالمخبأُ الممدودُ في جوف الدجى ... داري ، ولا الــصَّـمـتُ الـمـريـبُ بـــدارِ * الليلُ في الوادي سجى فاستَيْقِظَنْ ... وانــهــضْ حَـبَـتْـكَ مـطـالـعُ اسـتـبـشارِ
لــم يـطـمس الـعبثُ الـبغيضُ بـعصفِه ... زهـــ ــراتِ مـــرتَــبَــعٍ بـــ ــإذن الـــبـــاري
وجــــلالُ قــافـلـةِ الــوفـا لـــم تـرتـحـلْ ... عـــنــه الـــوضــاءةُ رغـــ مَ لــفــحِ الــنَّــارِ
باللهِ رُدُّوهـــ ـــ ا عـــ لـــ يَّ فـــإنَّـــهـــا ... أبـــهــى لــيــالـي الــعــمـرٍ يــاسُّــمَّـارِي
فــلـقـد ذكـــرْتُ بــهـا أمــاسـيَّ الــتـي ... أحـــيـــتْ مــبــاسـمَ بــهــجـةِ الأقـــمــارِ
وتــولَّـعـتْ روحــــي بـمـغـنـى بــوحِـهـا ... بــيــدِ الــهـنـاءةِ فـــي رحــيـبِ ديـــاري
ألــقـتْ رؤايَ عــلـى ســحـابِ فـتـونِـها ... وتــقـاطـرتْ بــيــنَ الــضـيـاءِ الــجــاري
لـــم تــغـفُ عـيـنـاي الـلـتـان اسـتـوحتا ... ســـرَّ الـمـنى فــي مـوئـلِ اسـتـغفاري
وجــمـعْـتُ أمــــري وافــتـرارَ بـصـيـرتي ... فـــي هـــدأةِ الأحــنـاءِ فـــي الأسـحـارِ
فـعـلـمـتُ أنَّ الــعـمـرَ لــيـس بـمـنـقضٍ ... إلا بـــحـــقــلِ ربــيــعِــهـا الــمــعــطـارِ
فــسـجـدتُ لـلـرحـمـنِ فــــي مـحـرابِـها ... وكـــ ـفـــ ـرْتُ بـــالـــطـــاغـــوتِ والأوزارِ
ونـبـذْتُ مـافـي زيـفِهم مـن بـعدِ مـا ... أوحـــ ـتْ إلـــ ـيَّ بـــأصـــدقِ الأشـــعــارِ
ووقـفـتُ أصــدحُ فـي مـنازلها ضـحىً ... حــــيـــن اجـــتــمــاعِ بــقــيَّــةِ الأطـــيـــارِ
فـتـبـعـثـرتْ كـــ لُّ الأنــاشــيـدِ الـــتــي ... نــســجــتْ مــعـانـيـهـا يـــ ـدُ الأشـــ رارِ
لــم يـبـقَ رغــمَ تـزاحـمِ الأضــدادِ فــي ... عــرصــاتِــهـا إلا نـــشــيــدي الـــضَّـــاري
يـدعـو إلــى الإســلامِ مَـن لـم يـؤمنوا ... ويُــنـيـلُـهـم مـــ ـن أكـــ رمِ الأســـفــارِ * * مـاسـت بـنـورِ عـقـيدتي روحــي فـلـم ... تـحـفلْ بـمـا فــي الــدربِ مــن أخـطـارِ
وتــألــقـتْ زهـــ وًا يـــجــولُ بـأضـلـعـي ... فــأنــا الــمـحـبُّ لـشـرعـتـي والــشَّـاري
عـــفـــتُ الــحــيـاةَ زخـــارفًــا ولـــذائــذًا ... فـلـهـا أعــيـشُ ومـــا بــهـا مـــن عــارِ
أوقـــ دْتُ مـصـبـاحـي عــلــى آيــاتِـهـا ... وســـعــيــتُ جــــوَّابًـــا مـــ ـع الأنـــ ـوارِ
اللهُ ربـــ ــي ، والــكــتــابُ ذخــيــرتــي ... وهُــــدَى الـنـبـيِّ مـحـجـتي وفــخـاري
والـكـعـبـةُ الــغــرَّاءُ قــبـلـةُ وِجــهـتـي ... ومــطـافُ تـوحـيـدي ، وحــجـرُ مـنـاري
تعسَ الطغاةُ ، ومَن رأوا غيرَ الهدى ... والـــعـــابــثــون بـــ أقــــدسِ الآثـــ ــــارِ
الـتـائـهـون بــتـيـهِ فـلـسـفةِ الــهـوى ... والــمــكــتــوون بـــنــارِهــا والـــ ــواري
آمـــنــتُ بـــالإســلامِ يُــحــيـي مــجــدَنـا ... بـــســحــابِــه الــمــتــدفــقِ الــــمــــدرارِ
يـمحو أسـى الـثَّاوين فـي حـسراتِهم ... ويـــزيـــلُ عــنــهــم وطـــ أةَ الأكـــ دارِ
أفـــيـــاؤُه آنـــســـتُ فــيــهــا عـــزَّتــي ... والأُنــسَ فــي لـيـلٍ سـجـى ونـهـاري
أمـضـيْـتُ فـــي جـنَّـاتِـه عـهـدَ الـصِّـبا ... يــابــؤسَ مَــــن عــاشــوا بــغـيـرِ ثــمــارِ
مــازلــتُ أنــهــلُ مـــن مـعـيـنِ فــراتِـه ... وتــهــيـمُ حـــ ولَ ضــفـافِـه قــيـثـاري
لــــم يـكـتـرثْ قـلـبـي بـأحـقـادِ الــعـدا ... وبــكـيـدِ مــاحـاكـوه فــــي الأوكـــارِ
يـامـوطـنَ الأشـــواقِ أقـصـانـا الــنَّـوى ... وطـــ وتْ مـطـامـحَـنـا يـــ دُ الإعـــســارِ
لـكـنَّـني أرخــصـتُ روحـــي ، لــم تــزل ... تـفـدي الـحـنيفَ الـروحُ فـي الـمضمارِ
مــاضــرَّنـي عــســفٌ تــوهَّــجَ بــــالإذى ... أو نـــالَ مـــن عــزمـي لـظـاهُ الـنَّـاري
أو ردَّنـــ ي فــقــرٌ فــكــان غِــنــايَ إذ ... مــــا اخــتــرتُ إلا مــــن ســنــاه إزاري
فــأنــا الـغـنـيُّ بـمـصـحفي وقـنـاعـتي ... وحــــمــــايـــةِ الــــرحــــمـــنِ لـــ لأبـــ رارِ
وأنـــا الــذي لــم تـثْـنِه الـمـأساةُ عــن ... أمــــلـــي الــكــبــيـرِ بــــقـــادرٍ قـــهَّـــارِ
عــصـفـتْ بــصــدري هـاهـنـا أكــدارُهـا ... فـطـوتْ مُـنـى لـيـلي ، وحُـلـوَ نـهاري
وكـــوتْ أضـالـعي الـتـي قــد مـسَّـها ... جـــمــرُ الــمــصـابِ ووقــــدةُ الإعــصــارِ
مـنـهـا أُعـانـي مــا ألــمَّ مــن الأســى ... ومـــ ــن الأذاةِ وســيــفِــهـا الـــبــتَّــارِ
أثـــقـــالُ دنـــيــايَ اســـتــوت آثـــارُهــا ... هـــمًّــأ ، فـــيــا لــلــهـمِّ فــــي الآثــــارِ
دنـــيــا تــفــورُ بــهــا الــنَّــوازلُ بــكــرةً ... وعـــ شـــ يَّــــةً يـــ ــاصـــ ــاحِ ذات أُوارِ
وأظـــ ــلُّ أنــتــظــرُ الــصــبــاحَ لــعــلــه ... يــأتـي بــمـا فـــي الـفـتحِ مــن أوطــارِ
وأرى الـــحــيــاةَ جــمــيـلـةً مــالاكــهــا ... حــــزنٌ يـفـيـضُ مـــع الأســـى الـــدوَّارِ
وأرى شـــكــاوايَ الـثـقـيـلـةَ تــنـجـلـي ... كــالـغـيـثِ يــجـلـو وحــشــةَ الإعــســارِ
وأعـــانــقُ الأفـــ راحَ حــيــثُ ريــاضُـهـا ... جـــيَّــاشــةٌ بــبــديــعِ صـــنـــعِ الـــبـــاري
وأردُّ مـــاوارتْــهُ مـــ ن زمـــ نِ الــصِّــبـا ... هـــ ـذي الــلـيـالـي إنـــهــنَّ ضـــ واري
تــلــك الـعـهـودُ الـبـاسـماتُ بــمـا لــنـا ... مـــ ــن طـــيـــبِ آدابٍ ومـــ ـن إيـــثـــارِ
أبــكــي عـلـيـها كــيـف مـــرَّت مـثـلـما ... مـــ رَّ تْ طــيــوفُ الأُنــــسِ بــالأبـصـارِ
فـيـهـا الـتـفـاؤلُ والـهـنـاءةُ والــرضـا ... والأمـــ نُ ، يــحــلـو الأمـــ نُ لــلأعـمـارِ
هـــي جــنَّـةُ الـدنـيـا الـتـي مـاسـامها ... عـــســفُ الأذى ، وتــســلُّـطُ الــفـجَّـارِ
هـي شـيَّعتْ أمـسي الـجميلَ وأدبرتْ ... لـــ م تــحـتـفـل بــتـضـرُّعـي وجـــ واري
ورمـــتْ بـــه لـــم تـسـتمعْ لـشـكايتي ... أو تـــلــتــفــتْ لــلــمــدمــعِ الــــمــــدرارِ
فــأنـا هــنـا مُــرمَـىً بـقـاحـلِ بـسـبـسٍ ... مــافــيــه مـــ ـن ظـــ ـلٍّ ولا أشـــجـــارِ
أحـــيـــا أنـــاجـــزُ حـــســـرةً ، وكــأنَّــهـا ... صــيــغـتْ مـــ ن الأنـــيــابِ والأظـــفــارِ
لـكـنَّـنـي مــازلـتُ لـــم أحــجـم ، فــقـد ... شـــ دَّ الــيـقـيـنُ بــخـالـقـي إصـــ راري
أهـفـو إلــى الـرحـماتِ فــي أكـنـافِها ... ألـــفــيــتُ راحـــ ـةَ قــلــبــيَ الـــفـــوَّارِ
تُـطـوى مـكـابدتي ، وتـرحـلُ حـسرتي ... وتـــ روقُ بـــعــد شــجـونِـهـا أخــبــاري
وبـأحـرفـي الــحـرَّى سـكـبـتُ تـوجـعـي ... وخــتـمـتُ بــيــنَ سـعـيـرِهـا أســفــاري
فـالـشـعـرُ يــحـمـل دعــوتـي وبـيـانَـها ... مـــ ـن غـــيـــرِ طــلــسـمـةٍ ولا إنـــكـــارِ
والـشـعـر مـخـضـلًّ بــمـا فـــي نـفـحِه ... مــــن صــــدقِ بــــثِّ إبــائــه الـمـعـطـارِ
أنــقـى مــن الأرجِ الـطـهورِ ومــا بــه ... ريـــ بٌ يُــمـيـتُ الــحــقَّ فــــي مــزمــارِ
عـــربــيَّــةٌ ألـــفــاظُــه مـــ ــا دُنِّــــســـتْ ... بـــســـفــاهــةٍ غــــربـــيـــةِ الأفـــ كـــ ارِ
الــعــنـفُـوانُ يـــضـــجُّ فـــ ـي أوزانِـــ ـه ... عــــذب الأداءِ عــلــى لــســانِ الــقـاري
أعـتى عـلى مَـن أدلجوا خلفَ الهوى ... فـــ ــي الــــغـــيِّ والإنــــكـــارِ والأوزارِ
والـشعرُ يـحملُ مـا بـقلبي مـن أسـىً ... لــمــآلِ قــومــي فــــي يــــدِ الأشــــرارِ
ويـــثــيــرُنــي فـــ ــــرحٌ لآمـــ ـــالٍ أرى ... ومــضـاتِـهـا مـــ ن غـــيــرِ مــــا إنــكــارِ
وأعـــيــشُ وعـــ دَ اللهِ فــــي قــرآنِــه ... رغــــمَ الــكــروبِ ومــؤلــمِ الأخــبــارِ
نــسـعـى بـدعـوتـنـا ، نــعـيـدُ فـخـارَهـا ... أنـــعــم بــهــا مــــن عــــودةٍ و فــخــارِ
لـتـعيشَ فــي الـخـيرِ الـشـعوبُ وإنَّـما ... فـــ ـي غــيــرِهـا نُـــ ذُرٌ عـــ وتْ بــتــبـارِ
وَلْـتَـرْحـل الـمـلـلُ الــتـي خــابـت فــلـم ... تــنــقــذْ بــنــيـهـا مـــ ـن أذىً وعـــثــارِ
فــي شـرعنا الـتكريمُ أغـنى مَـن أتـوا ... لــــتــــآلـــفٍ وتـــ واصـــ لٍ وجِـــ ـــ وارِ
وحــديـثُ إلــهـامٍ إلـــى قـلـبـي هــفـا ... يـسـقي الـجوى مـن فـيضِ بِـرِّ الـباري
مــا اعـتلَّ قـلبي مـن لـظى هـمٍّ عـدا ... إلا وجـــ دتُ مـــ ن الـــرجــاءِ الـــجــاري
لــــمَّــــا تــعــقـبـنـي الأذى دافـــعْــتُــه ... بــيــقـيـنِ قــلــبـي الــمـصـلـتِِ الــبــتَّـارِ
لـــم تـنـهـزم نـفـسـي الأبــيَّـةُ عـنـدما ... عـصـفـتْ ريـــاحُ الـظـلـمِ حــول ديــاري
خـابَ الـزنيمُ ومَـن رمـى دينَ الهدى ... بـــالـــلـــؤمِ والأنـــ يــــابِ والأظــــفــــارِ
يــطـوي الـفـنـا تــلـك الـوجـوهَ تـجـرأتْ ... لـــ م تـــخــشَ قـــ درةَ خـــالــقٍ جــبَّــارِ
اللهُ أنـــ ـــزل شــــرعـــةً تـــبــقــى وإن ... جـــ ـارَ الــطــغــاةُ بــلـيـلـهـم ونـــهــارِ
هــــي دعـــوةٌ جـــاءَ الـنَّـبِـيُّ بـخـيـرِها ... لـلـنَّـاسِ كـــلِّ الــنَّـاسِ فـــي الأمـصـارِ
أمَّــــا الــجـنـاةُ فــزادُهــم إثـــم غـــوى ... جـــ ــاءت إلـــيـــه عــصــابــةُ الأشـــ ـرارِ
عــاشـوا بـغـطرسةٍ ، فـمـرَّغَ وجـهَـهم ... مـــافــي الـتَّـكـبـرِ مــــن خــبــالٍ ســــارِ
واللهُ لايُــــؤتــــي هُـــ ــداهُ لـــغــافــلٍ ... أو مــــجـــحـــفٍ مـــتـــلــكــئٍ غـــ ــــدَّارِ
أزرى بــأُمَّــتــنــا خــــضــــوعُ رجـــالِــهــا ... لـلـظـالـمـين أولـــ ي هــــوىً وشــنــارِ
مــاهـبَّ مـنـهـم مَـــن يــقـولُ لـمـجرمٍ ... يــكــفــيــك إجــــرامًــــا بـــ ــلا إنــــكـــارِ
حـكموا بغيرِ الحقِّ فاستشرى الهوى ... و وَنَـــ ـتْ لـخـسـتـهـم يـــ دُ الأخـــيــارِ
والــحـكـمُ إذ ألــقــى عــصــاه لـمـفـتـرٍ ... ســــادتْ ... فـبـئـس عـصـابـةُ الأغـــرارِ
حـزنـي عـلـى قـومـي وسـمعةِ أُمَّـتي ... وعـــلــى مـــصــابِ مــكـانِـهـا بِــصَــغَـارِ
كــانـت لــهـا الـدنـيـا تــديـنُ وصـوتُـها ... أعــــلـــى ، وذاتُ مـــكــانــةٍ و نِــــجـــارِ
حـتى أتـى الـسُّفهاءُ فـي طـغيانِهم ... فـــاســـودَّ وجـــ ـهُ بــهـائِـهـا بِــشَــنـارِ
فـتـضـاءلتْ دفـقـاتُ مـجـدٍ ، وانـطـوتْ ... صـــفــحــاتُ فــــخـــرٍ كُــفِّــنَــتْ بـــخُـــوارِ
واسـتـأسدتْ جـرذانُـهم واقـتـيدَ مَــن ... هــــم أهــــلُ أكــــرمِ تـلـكُـمُ الأوطـــارِ
الــصَّـالـحـون الــصِّـيـدُ ربَّــتْـهُـم عــلــى ... قـــيــمِ الـــوفــا : قــدسـيَّـةُ الأســفــارِ
فـاقـرأ مـزايـاهم عـلـى صُـحفِ الـنَّدى ... مـسـتـمتعًا بـالـوصـفِ فـــي الأسـطـارِ
أيُـغَـلُّ أهــلُ الـحقِّ فـي سـوقِ الأذى ... ويـصـولُ أهــلُ الـبغيِ فـي إيـسار !!!
هـــذا زمـــانُ الــريـبِ ، فـاصـبرْ مـؤمـنًا ... لــلــخـطـبِ يـــ ـاذا الـمُـبـتَـلَـى بـــإســارِ
لابــــدَّ أن يــــرثَ الــخـلاصُ ، ويـومـهـا ... لابـــ ـــدَّ لـــلإصــبــاحِ مـــ ــن إســــفـــارِ
ويــــزولَ لــيــلُ الــكــربِ عــــن آفـاقِـنـا ... فـــ تــــروقَ لـــلـــمـــزوارِ والـــسُّـــمَّـــارِ
ويـطـيـبَ عــيـشُ الــعـزِّ فـــي رَبَـوَاتِـنـا ... ويــــعـــودَ أهـــ ــلُ الــــبِـــرِّ لــلـتَّـسـيـارِ
تـعـسَ الـطغاةُ ، ومَـن تـولَّى أمـرَهم ... أو شـــ ـدَّ قـــ ـدرةَ لــؤمِــهـم بـــقــرارِ
هـــانــوا وعـــنــدَ اللهِ مـــوئــلُ أَوبـــ ةٍ ... لـلـظـالـمـين ، ومـــوعــدٌ فـــ ي الــنَّــارِ
الــوصـفُ يـعـجـزُ أن يــلـمَّ بــمـا لـهـم ... مـــ ـــن كــــربـــةٍ وَتَـــفَــجُّــعٍ و مـــ ــرارِ
وهـــو الــعـذابُ ولــسـتَ تـقـرأُ هـولَـه ... فــــي قــــولِ أهــــلِ بــلاغــةٍ و حـــوارِ
فـلـقـد نــسـوا الــديَّـانَ فــي دنـيـاهُمُ ... كِـــبـــرًا فــبــئـسَ ضـــلالــةُ اســتـكـبـارِ
فاللهُ يــنــســاهـم بـــقــعــرِ جَـــهَــنَّــمٍ ... فـــالــويــلُ كـــ ــلُّ الــــويـــلِ لــلــفـجَّـارِ
لاتَــحْــزَنَــنْ يـــاصـــاحِ إنَّـــ ـك مــســلــمٌ ... وسِـــ ـواكَ مـــوعـــدُه مـــ ـع الــكــفَّـارِ
    نيسان ـ نشر في 2016/03/12 الساعة 00:00