تيجان من ريش

فيه نوع من طيور القنبور ( القبّرة) ع راسها تاج، ودايما بتغرد عشان هيك شايفة حالها، وحاسة بجمالها، ودلالها بتفكر ان بتقهر الناس بتاجها، وصوتها. هالقنبورة المغرورة، وصوتها بلعلع بكل المعمورة، مابتشوف أبعد من منقارها، وما بتقدر تطير عن وجه الأرض فبتبني أعشاشها ع الارض بين النباتات. وبليدة، فمهما حاول المزارع ينهرها إلا أنها بتظل تنط من هون لهون بنفس المكان بلا إحساس. طيور القنبور ام تاج، عايشة بوهم وصانعة لحالها عظمة مزيفة، ولابسة تاج مزيف، تماما مثل بعض الناشطين، والناشطات اللي بنشوفهم بالفيسبوك والتويتر، وبحاولوا يصنعوا لأنفسهم مملكة خاصة فيهم. فمثل هيك ناشطين ما بشوفوا خارج اطار الشاشة اللي بستعملوها؛ لأن التصفيق الأعمى اللي حواليهم مانعهم يشوفوا حقيقتهم، ومانعهم يشوفوا أبعد من الكلمات اللي بكتبوها. وما بقدروا يرفعوا روسهم لفوق؛ ليقدروا يطيروا بأفكارهم. القنبور ما بقدر يغرد أكثر من 3 دقايق متواصلة، والناشطين أقصى تغريدة الهم ع التويتر 3 أسطر، وأطول نقاش الهم ع الفيسبوك 3 دقايق، لأنهم عاجزين عن الدفاع عن افكارهم، وعاجزين عن الحوار بمضمون كتاباتهم، لأنهم ناس بتبصم بلا فكر. القنبور بتغذى ع الديدان والبذار اللي بزرعوها الفلاحين، وهالناشطين بغذوا منشوراتهم بالأفكار المسمومة اللي أغلبها فتنة، ولما بدهم يخرجوا عن روتينهم بالكتابة بسرقوا أفكارهم من منشورات غيرهم. بكتبوا بالدين، والسياسة، والاقتصاد، والقانون، والسياحة، والزراعة، والرياضة، والفن، وبفتنوا الشعب ببعضه، وبنقلوا أخبار مغلوطة، وبنتقدوا ع الطالعة، والنازلة، وطخ شمال، ويمين دون اي موضوعية، كله من أجل الشهرة. أيها القنابير، أرجوكم: الوطن مش بحاجة قنابير فتنة، الوطن بحاجة بلابل وحدة. الوطن مش بحاجة ناس تصفق، الوطن بحاجة ناس تفكر. الوطن مش بحاجة مشاهير وتيجان قنابير، الوطن بحاجة ناس تحمي الشعب من المشاهير والقنابير اللي بسرقوا تعبهم، وشقاهم. الوطن مش بحاجة قنابير تغرد 3 دقايق، الوطن بحاجة ناس تصنع مستقبل 3 أجيال قادمة. أيها القنابير: استيقظوا، فأنتم مجرد طيور، وتيجانكم من ريش، وفي وطني صيادون مهرة.