عن الرئيس وطلابه المحشّشين
نيسان ـ نشر في 2016/03/14 الساعة 00:00
ابراهيم قبيلات
لا يمل رئيس الجامعة الأردنية د. إخليف الطراونة من هندسة التهم وكيلها لطلابه، في إطار محاولاته الالتفاف على مطالب المعتصمين بدلا من تعزيز دورهم الحضاري والبناء عليه.
حالة من الانقسام يشهدها الشارع الأردني حيال ما يحدث في الجامعة الاردنية، وصلت حد انخراط أعضاء من هيئة التدريس في خندق الدفاع عن رئيسهم.
مشهد مؤلم أن يتفرغ مدرسون إلى ماكينات إعلامية يدافعون عن إدارتهم، وسط حالة من الشلل التام من مجالس الأمناء، فيما ينشغل فتية بتحقيق مطالبهم، في تكريس حقيقي لمعاني الديمقراطية المفقودة.
ندخل الأسبوع الثالث من عمر الاعتصام من دون تحرك رسمي جاد يضع حدا لمهزلة الإدارات الغارقة في استنساخ أدوات الدولة البائدة في الرد على المطالب المحقة.
بماذا كان يفكر الطراونة وهو يتهم طلابه بالحشّيشة؟
هل فرغت سلة الرجل من تهم أخرى تبدو أكثر نضجا؟.
بالنسبة لمريدي الطراونة، فإنهم يؤكدون تحقيق الرجل نجاحا أكاديميا وإداريا، وفق مسطرة من العدالة للعاملين تحسب له، لكنهم يقولون أيضا لماذا الآن؟
لماذا الآن. يتم استحضارها للتشكيك بنوايا الاعتصام، لكن هل فكروا كيف سيواجهون طلابهم بعد أن يعودوا إلى دروسهم وغرفهم الصفية مرفوعي الهمم؟.
نتفهم خوف المدرسين على طلبتهم، ونتفهم أيضا حجم الخوف على جامعتهم ووظائفهم، لكن دخولهم كطرف رئيسي في المشهد لمصلحة (السلطة) ساهم بشكل أو بآخر بتوسيع دائرة الأزمة، وسيبقى خالدا في ذاكرة أبنائهم وأصدقائهم الأكاديمية والاجتماعية.
بالنظر إلى أن لا أحد منا يمتلك الحقيقة المطلقة، فان ذلك يعني طريقا واحدا لا بديل عنه، الطريق يبدأ بالحوار وينتهي به.
لكن يبدو واضحا من خطاب الرئيس الذي طالب فيه وزارة الداخلية دخول الجامعة لوجود محشّشين وسوكرجية بين الطلاب أن من أشار عليه بهذا الخطاب يدرك جيدا كيف يورط الرجل أكثر في أزمة تعود جذورها إلى سنوات عديدة تسبق عهد الطراونة، لكنها عقلية أكاديمية تشتهي السلطة.
نيسان ـ نشر في 2016/03/14 الساعة 00:00