شركة الأزياء التقليدية قصة نجاح هندية في الأردن
نيسان ـ نشر في 2016/03/21 الساعة 00:00
في مدينة الحسن الصناعية وعلى مقربة من مدينة الرمثا وفي جوار إربد تقع مدينة الحسن الصناعية. في هذه المدينة الهادئة يعمل أكثر من عشرين ألف عامل بصمت. وفي هذه المدينة قصص نجاح لا تسترعي كثيرا انتباه أحد.
أما أبرز قصص النجاح هذه فقصة ذلك الهندي المسمى سنال.
سنال العظيم هذا لا يعرفه في الأردن إلا من يعملون معه ولا يملأ الدنيا ضجيجا. سنال أنشأ وبعد تجارب فشل فيها آخرون في نفس الموقع صرحا عملاقا اسمه شركة الأزياء التقليدية (Classic Fashion)
أنا هنا لا أسوق لشركة حيث أنني لم ألتق يوما بسنال لكن طبيعة عملي الآن تقتضي أن أعمل قريبا من مكان عمله. لقد أنشأ بمجازفة ربما شركة الأزياء التقليدية.
لا يهمني كيف ولا من شركاؤه ولا كيف اخترق الحواجز التي أعيت آلاف المستثمرين. وليس المقام هنا حتى حقوق العمال ولا أية استحقاقات فلكل شأن أهله ومختصوه.
ما يهمني أن شركة الأزياء التقليدية التي يقودها سنال توظف حوالي عشرين ألف عامل منهم حوالي خمسة آلاف أردني حسب علمي وتصنع يوميا من مائة ألف الى مائة وخمسين ألف قطعة ملابس تصدرها الى مختلف القارات وقد انتقلت من معدل دوران الأصول وهو يساوي )صافي المبيعات مقسومة على متوسط إجمالي الأصول( من 2 مليون دولار عام 2003 الى 240 مليون دولار عام 2015 وهذا المقياس يوضح قدرة الأصول على توليد إيرادات والناتج يكون بعدد المرات بمعنى كم دولار ( وحدة نقدية ) من الاصول يولد كم دولار ( وحدة نقدية ) من صافي المبيعات ( الإيرادات).
إذن تكاد تكون قصة النجاح خيالية وخاصة أننا نتحدث عن ملابس وليس عن سلعة استراتيجية أو ثروات طبيعية.
بالطبع هناك الكثير من الشركات الأردنية التي تعمل بنفس الطريقة وفي مختلف المناطق ولكن ما يسترعي الأنتباه في قصة شركة الأزياء التقليدية هو ذلك النمو الهائل وفي زمن قياسي حتى بكل مقاييس العالم.
ما يهمني الآن هو أن الأردن الاقتصادي القادر على صناعة النجاح الباهر موجود ولكن يبدو أن هناك كلمات سر أو رصد كما يقولون في عالم السحر يمنع الوصول الى الكنز إلا من كان به خبيرا.
تصوروا لو أن مثل سنال موجود في قطاع الإسكان في الأردن...سيكون لكل مواطن بيت.
تخيلوا خاصة وأنتم تصطفون طوابير لأجل ركوب حافلة تذهبون بها الى أعمالكم صباحا أن سنال موجود في هيئة تنظيم قطاع النقل العام...أن متأكد أنكم ستجدون الحافلات العامة في انتظاركم حسب كتيب مواعيد موجود في جيوبكم.
احلموا حلما سعيدا بأن سنال يدير المصادر الطبيعية في الأردن وكيف ستكون الأردن أكثر بلد عربي ثراء ويهرب إليها المستثمرون من دبي والسعودية.
عذرا أنا مضطر للتوقف بقطار الأحلام الصاعد حتى لا يغضب مني أحد ولكني هنا ألتفت لمسؤولينا متوسلا, أيها المسؤولون:........ في الأردن ومن الأردنيين حول العالم عشرات الآلاف أمثال سنال دعونا نبدأ ولا نلتفت لفتات تلقيه علينا هذه الدولة أو تلك وأيضا لا أريد أن أسترسل هنا أكثر حتى لا يغضب مني أحد ( إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله).
نيسان ـ نشر في 2016/03/21 الساعة 00:00