طافح في باصات الموت
نيسان ـ نشر في 2016/03/21 الساعة 00:00
لإول مرة بركب بباص عمومي من 7 سنوات، نزلت ع الشارع قرأت الفاتحة، وأدعية، ونويت الجهاد في سبيل الله. مهو أكيد بدي أروح أجاهد، مادام القصة فيها باص عمومي.
أشرت لباص، ووقف. كان مليان، ومعه 2 زيادة الله لا يشبعه، فلما شفت هيك قلت: شكرا، خلص روح، قال: إطلع إطلع فيه ناس نازلين كمان شوية. تركته، ونزلت.
حريق الحرسي، بده يضمن النص ليرة، خايف ما يلاقي ركاب لما يفضى كرسي معه، منطقتنا فيها 200 الف مواطن ب20 باص بس، وخايف ما يلاقي ركاب. خايف يركبوا بالمترو؛ ليروحوا ع إربد المدينة.
إجى باص ثاني، وطلعت، عشقان السايق، ولهان، حاط أغنية غمض عينيك وإحلم معايا. طريق الكورة لإربد 25 كم مافيها 25 متر دغري، كلها كوربات ولفات، وجبال، ووديان، والسايق بده يتمعشق، ويغمض عيونه، ويحلم معاها بالهنا، وإحنا بنحلم بكوابيس.
كل شهر بموت 5 بهالطريق، أتاري السبب مش بس لأنها عوجا، ولا لأن إسمها طريق الموت، أتاري السواقين بسوقوا، وهمو مغمضين عيونهم بحلموا مع الاغاني.
وصلت مجمع إربد بأمان الله. بدي أطلع بباص يوصلني لقصر العدل، ركبت أول واحد، ما كان فيه إلا 3 ركاب، قعدت بكرسي مفرد جنب الباب. وبعد دقيقتين اتعبى الباص.
اتعبى، وظل يحمل ركاب، وفجأة الكونترول قال: بالله أبو الشباب لو سمحت قوم خلي هالبنت تقعد مطرحك.
لا حول ولا قوة إلا بالله، حكيتله لو واقفة ع طريق ووقفتلها بقوم. لكن دوك إياهن أربع باصات واقفات بستنوا ركاب، وانا طلعت أول واحد، آسف.
ما قمت لكن داواني دوا مغربي، إجى بطريق مختصرة غير المعتادة وأنا رامي رأسي بالموبايل مش منتبه، ونزلني بعيد عن قصر العدل حوالي كيلومتر ووقية. فقلت لحالي: خلي الموبايل ينفعك، يالله إمشي إمشي.
كملت شغلي، وروحت، طلعت بالسرفيس للمجمع. وأن السايق حاط أرجع للشوق يللي إنتا ناسيني. صحيح ما بقدر أقاوم أغاني اليسا، لكن شو دخلني أنا وشوق السايق، شو دخلني إذا بده يرجع، وإلا ما يرجع. أنا بدي أرجع للدار، بديش لا أرجع لا لحبيبة، ولا خطيبة.
طلعت بباص البلد، باص الموت، وأنه حاط عمر العبداللات درج يا غزالي، وغنينله يا بنات عمه، ويا صبايا لملمن ثوب العروس، بعترف هالأغنية بتفرفحلي قلبي لأنها من التراث، لكن والله مش وقتها.
ع السرعة اللي ماشي فيها، لازم الأغنية تكون، عيطينله يا بنات عمه، ويا صبايا شقشقن ثوب العروس. الختايرية اللي بالباص مشتريين الخضرة بالدين، وطلاب وطالبات الجامعات شايلين هم الرسوم، وأجرة طريق بكرا، والسايق بزف عرسان. هو فيه حدا معه مصاري يتجوز !
ولك يا زلمة، أنا طلعت ع إربد عشان أقطع عدم محكومية أقدمها لدائرة حكومية، مش احطها معي في القبر.
نيسان ـ نشر في 2016/03/21 الساعة 00:00