احنا شعب شبعان

شاهر الشريدة
نيسان ـ نشر في 2016/03/24 الساعة 00:00
أحنا شعب شبعان قراية، وثقافة، مثقفين احنا؛ لدرجة انه بنعرف احلام مستغانمي، ومحمود درويش، ونزار قباني. أحنا شعب عقولنا، وكروشنا مشبعة بالثقافة، وصايبنا اكتئاب من خزاين الكتب اللي بالبيوت، وين ما لفينا وجوهنا فيه كتب، بالخزانة، وعلى ظهر الخزانة، وبالمغارة، والتبّان، وخم الجاجات، وبالكواير، الكواير جمع كوارة اللي هيه خزانة تخزين الحبوب قديما. ببلدنا وين ما بنمشي، بكل شارع، وبكل زقة، وبكل حارة، وبكل قرية فيه مكتبة عامة، وفيه مسرح، وفيه أماكن للطعام الفكري. احنا بلد الثقافة، فبكل سنة بنعلق اعلام بالشوارع، وبكون عندنا فرق موسيقية، وزفة سيارات، وأزمة سير احتفالا بتنصيب محافظة من محافظاتنا الـ 12 مدينة للثقافة، الكنافة كنافة، والكاتوه كاتوه، والمايكروفونات بتصدح بالكلمات الطنّانة ابتهاجا بالمناسبة. هيك مفهوم الثقافة عندنا، طنة ورنة، واحتفالات. مين سمع عن اخر مرة صار دعم وتكريم للمبدعين المخضرمين، مين سمع عن اخر مرة صار فيها مسابقة للمبدعين الشباب، مين سمع عن اول مرة، واخر مرة زارت فيها معالي الوزيرة لب القرية؟ مسارحنا اتسكرت، ممثلينا هاجروا، ادباءنا كتبهم بتنباع ع البسطات لبياعين الترمس، والفول، شبابنا ببيعوا افكارهم لتجار الثقافة، والفكر، لأن ما معهم مصاري يعبروا عن ابداعاتهم ولا حدا بدعمهم. ومبدعين بقتلهم القهر ع طاقاتهم اللي ما حدا مستوعبها. مدارسنا، وجامعاتنا، ومراكز شبابنا، وشاباتنا، ومنتديات الفكر، ومقاهي الأدب، وروابط الكتاب كلها مكتفية؛ لتزويد الشعب بالغذاء الفكري والثقافي. ولأن الشعب شبعان ثقافة، معالي وزيرة الثقافة مكثورة الخير، شافت انه ما فيه داعي؛ لبعزقة 300 الف دينار من مخصصات الوزارة، ورجعتهن للخزينة. ومش بس هيك، لكن وصلت معاليها من القناعة ان احنا بحالة إشباع ثقافي لدرجة انها بتطالب بإلغاء وزارة الثقافة كلها، من مبدأ اليوم أتممت عليكم فكري، واتممت عليكم ثقافتي. يا معالي الوزيرة:
الثقافة مش فرق موسيقية احتفالا بانجازات زائفة، الثقافة مش بس أنه الناس تعرف مستغانمي ودرويش، الثقافة مش مؤتمرات، وندوات بقاعات مغلقة بلب العاصمة، الثقافة تغذية للفكر والروح، وتنوير بكل مجالات الحياة. مش كان احسن لو اشتريتي بالـ 300 ألف كتب ووزعتيها ع ربات البيوت بدل كتب الطبخ؟ حرام لو عملتي مسابقة للمبدعين وجبرتي بخاطرهم أحسن من نشيدة المحافظة ع المال العام اللي صايرة موضة؟
    نيسان ـ نشر في 2016/03/24 الساعة 00:00