انعكاسات العدوان على اليمن على القضية الفلسطينية
نيسان ـ نشر في 2015/03/30 الساعة 00:00
يصادف في الثلاثين من آذار ذكرى يوم الأرض، وفي هذا اليوم تجسد جوهر الصراع حول الأرض باعتبارها الأساس الذي انطلق منه العدو الصهيوني بمصادرة الأرض وتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه ووطن.
وفي هذه الأيام تتعرض القضية الفلسطينية الى ضربة أخرى موجعة بحيث أضافت الى انشغال الحركات الشعبية بهمومها الداخلية في عموم الوطن العربي فإن العدوان على اليمن الذي تم بفعل التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية ضد الشعب اليمني الشقيق خلق واقعا سياسيا جديدا على المستويين العربي والإقليمي، إذ خلق ولأول مرة تحالفا عربيا وموقفا عسكريا موحدا ضد حدث داخلي لدولة عربية.
هذا الموقف من شأنه أن يكون سابقة لتدخلات عربية أخرى وفي أقطار عربية. وما يفاقم الخطورة أن هذا التحالف يحظى بدعم أمريكي وإسرائيلي الأمر الذي يكشف عن طبيعة هذا التحالف وهذا العدوان.
القضية الفلسطينية التي تشهد هذه الأيام تعنتا صهيونيا وموقفا متسارعا في مصادرة الأراضي وتهويد القدس، وفي تنكر للأهداف الوطنية الفلسطينية يأتي هذا العدوان ليلقي بمزيد من الانكفاء العربي عن أي دور لدعم القضية الفلسطينية.
اعتقد أن الخطر في ظل السياسة الأمريكية والصهيونية الرامية الى تصفية القضية فإن المخاطر ستزداد على هذا الواقع الفلسطيني، الذي يتعرض عدا عن هذا الانكفاء العربي يعاني كذلك من الانقسام الذي يبدد قدرات الشعبي الفلسطيني ويحرم الحركة الوطنية الفلسطينية من الاستفادة من وحدة الفعل والإرادة للشعب.
في ذات السياق، فإن جامعة الدول العربية أقدمت على خطوة – للأسف الشديد – شرعت فيها للتدخل في الشؤون الداخلية العربية عندما باركت العدوان في القمة الأخيرة.
وهذا من شأنه أن يفتح الباب على مصراعيه لتدخلات رسمية في شؤون لدول عربية أخرى، وبالتالي ستلعب الجامعة وهذا التحالف دورا بديلا عن الولايات المتحدة الأمريكية.
اعتقد إن هذه السياسة ستقودنا كأمة وكقضية الى تدهور شديد في أوضاعنا الداخلية، الأمر الذي يتطلب من الجميع أن يرفع شعارا واحدا وحيدا وهو أن لا تدخل في شؤون الدول وأن العدو الحقيقي لنا هو الكيان الصهيوني.
نيسان ـ نشر في 2015/03/30 الساعة 00:00