إسماعيل ولد الشيخ أحمد.. المهمة ليست مستحيلة

نيسان ـ نشر في 2016/04/02 الساعة 00:00
لقمان إسكندر - البيان ليست اليمن كما جورجيا، لكن الرجل - المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ أحمد سيحاول. يساعده في ذلك النجاحات المتحققة للشعب اليمني في تحرير بلادهم من محاولة هيمنة «عمائم» قادمة من وراء الخليج العربي.. كما أنّ محاولة الحوثيين خطف اليمن بحاجة الى عين ترى ما لا يُرى، حتى تدير أزمة بحجم الانقلاب الأسود في اليمن. في هذه الدائرة ظهر المبعوث الأممي ولد الشيخ أحمد، بعد أن أخفق جمال بنعمر، الذي طالته شبهات تورط في علاقات غير مشروعة مع زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي والمخلوع علي عبدالله صالح. هل ينجح اليمن؟ سؤال برسم جهد مضاعف لدبلوماسي سيعمد الى درس ما أخفق به صاحبه بنعمر، وفي خلفية مشهده طائرات حزم وجنود أمل من خليج العاصفة. المنظمة الأممية بحثت عن كلمة سر أخرى لعلها تنجح. فاستقام الأمر لإسماعيل ولد الشيخ أحمد، الاقتصادي الموريتاني المولود في العام 1960، والذي سيتفرغ منذ 25 أبريل 2015 لملف اليمن. ولد الدبلوماسي الأممي في منطقة بيلا إحدى ضواحي العاصمة الموريتانية نواكشوط، وتربى فيها وفي كتاتيبها في كنف أسرة اهتمت بتعليمه وتربيته وفقا للتقاليد الموريتانية، من دون أن تنسى العلم المعاصر. مبكرا ستضع أسرة الطفل ولد الشيخ أحمد على رأس اهتماماتها تعليم ابنها، وكأنها تعلم أن شأنا أمميا يُعدّ له إنْ هي فعلت ذلك، ففعلت، لينطلق قطار تعليمه الأكاديمي في مدارس نواكشوط، ويحصل فيها على شهادة الثانوية العامة في العلوم الطبيعية العام 1980. ولاحقا، سيتقن ولد الشيخ أحمد الفرنسية ويَدْرُج بها كما لسان أهلها، ويدرس في جامعة مونبيلييه حتى ينال شهادة البكالوريوس في الاقتصاد. كما سيتقن الانجليزية أيضا، وهو طالب شهادة الماجستير في جامعة مانشستر بالمملكة المتحدة ليحصل منها على الشهادة في تنمية الموارد البشرية، ليلتحق بعدها بكلية ماستريخت للدراسات العليا بهولندا فحاز شهادة متقدمة في الاقتصاد وتحليل السياسات الاجتماعية. محملاً بالعلم والعمل عندما يعود الى موريتانيا محملاً بعلمه وشهاداته وخبرته، سيكون ذاك الاقتصادي صاحب العلم. وهناك سيعمل موظفا بمفوضية الأمن الغذائي في موريتانيا لمدة عامين، ثم ينتقل للعمل في وظائف مختلفة بهيئات تابعة للأمم المتحدة، منها تعيينه بمنصب المنسق الإنساني بين عامي 2008 و2012، ليعود مجددا كمبعوث إلى اليمن بين عامي 2012 و2014 ثم بمنصب نائب مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا بعد مقتل العقيد الليبي معمر القذافي. في سيرته الذاتية الكثير من الحركة سطّرها عبر 28 عاما في العمل الأممي بوظائف متعددة تنقل بها بين مناصب ومهمات في قارته السمراء وشرقه المتعب حيث سوريا، ولأنه الخبير ستضع المنظمة الأممية خطاه في أوروبا الشرقية، وهناك سينجح أيضا. في نيويورك سيمكث حيناً من الدهر كمدير إدارة التغيير في صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) ثم نائب المدير الإقليمي لليونيسيف في شرق وجنوب شرق آسيا، إلى أن تنقله راحلة اليونيسيف كممثل لها في جورجيا. وخلال الفترة (2008-2012) شغل منصب المنسق المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في سوريا، قبل أن يتولى المهمة نفسها في اليمن (2012-2014). وفي مطلع 2014، عين نائبا لمبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا، ثم اختاره الأمين العام للأمم المتحدة في ديسمبر من نفس السنة ليكون مبعوثه الخاص لتنسيق جهود مكافحة فيروس إيبولا الذي اجتاح غرب القارة الأفريقية. إن كان ملف الحوثيين يحتاج الى عقلية صبورة، فالحديث سيستقيم لصاحب النجاح في مكافحة وباء إيبولا الذي اجتاح غينيا، وليبيريا، وسيراليون، وهدد بلداناً أخرى في الغرب الأفريقي. بين «ايبولا» و«الحوثيين» نقاط التقاء كثيرة، ليس أولها أنهما «وباء»، وليس آخرها أن السكوت عليهما سيعني انتشارهما. هنا سيكون على العاصفة أن تتحرك بحزم مع الأمل. وكما يُفرض الحظر الصحي على مناطق الأوبئة ستفرض عاصفة الحزم الحظر على وباء الحوثيين، لإنقاذ البلاد والعباد. عندما يظهر المبعوث الأممي في الصورة ستكون كل الأمور قد نضجت في اليمن - أو هذا ما يأمله الجميع - وعندها سيعلن بعقلية الاقتصادي الصبور، عن موافقة الأطراف اليمنية على هدنة تشمل وقف الأعمال القتالية كافة ابتداءً من العاشر من أبريل الجاري. هذه المرة على اليمن أن ينجح، لتنطلق عملية إعمار الوجدان اليمني بوحدة تنسج مجدداً الشخصية اليمنية بعيداً عن أحلام فارس.
    نيسان ـ نشر في 2016/04/02 الساعة 00:00