لافروف الغاضب
نيسان ـ نشر في 2016/04/03 الساعة 00:00
محمد قبيلات
لم تمنع تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الغاضبة، التي صدرت منه الخميس الماضي، نتيجة التسريبات الأمريكية لفحوى التفاهمات الروسية الأمريكية بخصوص الرئيس السوري بشار الأسد، من معاودة مهاتفة نظيره الأمريكي، صاحب (العمل القذر)، الجمعة 1 أبريل/ نيسان للبحث معه في سبل تعزيز وقف إطلاق النار في سورية.
الخارجية الروسية قالت إن الجانبين تطرقا في الاتصال الهاتفي إلى بحث الخطوات الملموسة بهدف تعزيز وقف إطلاق النار ومكافحة الإرهاب في سورية.
وذكرت في بيانها “يستمر بحث الخطوات الملموسة التي تساهم في تعزيز وقف إطلاق النار في سورية، وتوسيع إيصال المساعدات الإنسانية وفعالية مكافحة الإرهاب الذي يلعب التعاون العسكري الروسي الأمريكي في تحقيقه دورا أساسيا”.
العلاقات والمصالح بين روسيا وأميركا أعمق من أن تعصف بها تصريحات وزيري الخارجية وتسريباتهما، فعلى ما يبدو فإن الأمور تصاغ بقدر عال من الجدية في دوائر أكثرا عمقا، حيث أوردت التقارير الإخبارية أن مدير المخابرات الأمريكية "CIA" زار موسكو مطلع الشهر الفائت، واجتمع خلالها مع ضباط ومدراء الـ " KGB " (قبيل سحب القوات الروسية من سورية).
هذا الحديث لا يرمي إلى التقليل من شأن وزير الخارجية سيرغي لافروف، فلا شك أن له دورا مهما في صياغة السياسة الروسية، لكن ليس لدرجة أن تنساق هذه السياسة وراء تصريحاته المتشنجة في كثير من الأحيان، طالما لاحظ المراقبون تباينا بين تصريحاته وتصريحات مساعديه من موظفي وزارة الخارجية الروسية.
لافروف صاحب ملامح قاسية، تشي بجدية صارمة، ينحدر من أصول أرمنية، والدته روسية، ظل موظفا في وزارة الخارجية السوفييتية، إلى أن انهارت الدولة، فعينه بوريس يلتسين عام 1994 مندوبا دائما لروسيا الإتحادية في الأمم المتحدة.
ومنذ عام 2004 شغل منصب وزير الخارجية، حيث عينه الرئيس الحالي فلاديمير بوتين، واستمر لافروف في الفترات التي تبادل فيها مدفيدف (ديمقراطيا) مع بوتين موقع رئاسة الدولة الروسية.
سيرغي لافروف يتحدث عن حق الشعب السوري في تقرير من سيحكمه، وأنه هو صاحب الحق في اختيار الرئيس.
طبعا؛ هذا الكلام يوجهه للغرب، وأحيانا لبعض الدول العربية المتحمسة للتغيير في سورية، لكن هذا الحق لا يعني فيه الحد من الدور الروسي بصياغة الموقف الروسي من الأزمة السورية.
ملامح لافروف القاسية تعكس القسوة التي انتهجتها السياسة الروسية وهي تغطي الأعمال العسكرية ضد الشعب السوري، وما تركت من دماء وأشلاء.
نيسان ـ نشر في 2016/04/03 الساعة 00:00