حل قضية الجنوب مفتاح النجاح لعلي محسن الأحمر في اليمن

فتح سعادة
نيسان ـ نشر في 2016/04/06 الساعة 00:00
قرارات التعيين الأخيرة التي اتخذها الرئيس هادي وبدعم من قيادة المملكة العربية السعودية ستكون كما يقولون ضربة معلم ولكن بشرط. هذا الشرط تنبه له بذكاء علي محسن الأحمر حين ركز في أول بيان له بمناسبة تعيينه نائبا لرئيس الجمهورية على القضية الجنوبية. يعلم الأخ علي محسن أن هناك مظلمة في الجنوب تتعلق بقضية الأراضي والحقوق وأن الجنوبيين ظلموا في عهد الوحدة. ليس هناك إشكال سياسي أو طائفي بين الشمال والجنوب كل ما في الأمر أن المتنفذين في عهد الوحدة بين الشمال والجنوب استولوا على أراضي ليست لهم واستغلوا ثروات الجنوب دون الالتفات الى حقوق الناس. لا يشك أحد أن القضية الجنوبية استغلت استغلالا سياسيا وتم النفخ بها لسبب بسيط وهو أن مواطني اليمن الجنوبي بعد الوحدة استفادوا الى حد من أسواق اليمن الشمالي وتعامل معهم الشماليون بمنتهى المروءة والكرم وفي حين ارتكبت إساءات كثيرة ضد من ذهب من أهل الشمال ليستثمر ويستقر في الجنوب حمل أهل الشمال الجنوبيون على أكف الراحة في صنعاء ولم يسمحوا لأحد أن يعتدي عليهم.. أما أكبر دليل على مروءة وشهامة أهل اليمن الشمالي في التعامل مع الجنوبيين أن معظم المناصب بعد الثورة كانت من نصيب أهل الجنوب دون أن يثير هذا الأمر أية إشكالات في شمال اليمن. من المفارقات أن التوظيف السياسي للقضية الجنوبية بعد الانقلاب على الشرعية كان من قبل من أساءوا للجنوبيين وهم أنصار صالح. لا يمكن النظر لما يحدث الآن في عدن ومدن الجنوب بسذاجة وعلى أنه فقط انتهازية من القاعدة وداعش للمرحلة الانتقالية لإحداث فوضى على طريقتهم المشبوهة. لا يمكن إنكار المصلحة المشتركة الآن بين الحوثيين وصالح والقاعدة وداعش فمن مصلحة الحوثيين وصالح إظهار الاستقرار الأمني في الشمال حيث يسيطرون مقابل الفوضى والتفجيرات حيث تعمل الحكومة الشرعية في الجنوب ليقول اليمنيون البسطاء: نار صالح والحوثيين ولا جنة الحكومة الشرعية. هذا من ناحية أما من ناحية أخرى وهو الأخطر في موضوع تعيين على محسن الأحمر نائبا لرئيس الجمهورية فهو أن الجنوبيون لن ينظروا لعلي محسن الأحمر كرجل مرحلة جديدة بقدر ما سينظرون الى أنهم ظلموا في عهد صالح حين كان علي محسن الأحمر يده اليمنى. لأجل كل ذلك وكما أن التعيينات الأخيرة كانت خطوة استباقية لمباحثات السلام المنتظرة في الكويت ولإظهار الإرادة في فرض الشرعية والقرارات الأممية بخصوص اليمن فلا بد كذلك من وضع خارطة طريق واضحة المعالم وبجدول زمني لحل مظالم الجنوبيين. كما أن التعيينات الأخيرة كانت لقطع الطريق على من يلعبون من خلف ظهر المملكة العربية السعودية في الشأن اليمني فإن حل قضية المظالم والحقوق لأهل الجنوب اليمني ستخرج من نفوس هؤلاء المظلومين في الجنوب وساوس الشيطان وبالتالي سيتم قطع الطريق على الاستغلال السياسي لهذه القضية والقدرة من قبل المنافقين على اللعب على وتر القضية الجنوبية في اليمن من جديد وبوتيرة أعنف. أنا أعتقد أن الحوار السياسي مع الحوثيين يجب أن يكون مضبوطا على نبض الشارع اليمني قبل أن يحقق أي رغبات أو مكتسبات لانقلابيين تسببوا في إهلاك لليمنيين وتدمير لبلادهم وفوق كل ذلك ما يشهده جنوب اليمن من انفلات أمني وتفجيرات ليست إلا في مصلحة صالح والحوثيين. إن خطابات النوايا والتصريحات الصحفية والبيانات لن تجدي نفعا مع شعب ظلمه القريب والشقيق قبل البعيد والطامع ولذلك لا بد لرجل قوي ومجرب كعلي محسن الأحمر أن ينزل الى الشارع فورا ويحقق العدالة بين الناس قبل أن يؤمل على سلام مع حثالة لا تشكل نسبة تذكر من الشعب اليمني وإن وجدت للأسف من ضعاف النفوس المنتفعين ما يشدون به ظهورهم كما حدث في صنعاء قبل أيام من حشود في ميدان السبعين وفي شارع الستين.
    نيسان ـ نشر في 2016/04/06 الساعة 00:00