على الطائفية بنى الخميني الجمهورية
نيسان ـ نشر في 2015/05/10 الساعة 00:00
يحاول البعض أن يبرئ إيران من جريمة الطائفية بالزعم أن إيران تتظاهر بالتدين، لكنها في حقيقتها نظام سياسي يبحث عن مصالحه تحت شعار الدين!
وهذه دعوى براقة قد تخدع من لا يعرف التشيع أو الخميني بدقة، فالتشيع هو فكر ديني سياسي يقوم على محورية الإمامة الدينية والسياسية للنجاة في الدنيا والآخرة، ومن لا يدرك ذلك لن يفهم سياسة إيران ولا عقيدتها.
والخميني ليس رجل دين درويشا، لا خطة وغاية واضحة في عقله، بل هو رجل قضى عقداً من عمره، وهو ينظّر لقيام حكم ديني / سياسي بلوره في "نظرية ولاية الفقيه" وأعلنها في كتابه "الحكومة الإسلامية".
هذا الوعي بحقيقة كون السياسة من صلب العقيدة الشيعية، وكون الخميني صاحب مشروع ديني سياسي هو المفتاح لفهم السياسة الإيرانية وتناقضات مواقفها وخطاباتها، وهو يفسر فشل جهود بعض الشخصيات العربية والإسلامية في ترشيد مسار الثورة الإيرانية من خلال تقديم النصائح للإيرانيين عشية وضع الدستور الإيراني عقب الثورة على الشاه.
ومن تلك التجارب رفض الإيرانيين وخصوصاً الشيخ محمود الطالقاني نصيحة الأستاذ صالح القلاب – الذي كان في طهران بصفته صحفيا - بعدم صبغ إيران بالصيغة الشيعية الجعفرية في الدستور، حتى تبقى الثورة الإيرانية ملهمة ومتواصلة مع الجمهور العربي والإسلامي.
والقلاب كان يصدر في نصيحته هذه عن طيبة وسلامة نية تجاه الإيرانيين، ولم يكن واعياً بحقيقة التشيع وغايات الخميني، لذلك تفاجأ برفض مقترحه برغم أنه يصبّ في مصلحة إيران والعرب والمسلمين ونصرة المستضعفين كما كانت خطابات الخميني، وخرج الدستور الإيراني مليئاً بالطائفية الشيعية المقيتة والعدوانية تجاه بقية مكونات إيران غير الشيعية، ومرسخاً لمبدأ العدوان والتدخل في شؤون الآخرين بحجة حماية المستضعفين في العالم.
وفي مقابل هذا النهج الطائفي المقصود والمخطط له بوعي كامل إيرانياً وخمينياً، كان تعامل العالم الإسلامي السني مع الخميني وجمهوريته تعاملاً بريئاً وساذجاً، فقد تقاطر الزعماء العرب يهنئون الخميني بالانتصار على الشاه سنة 1979م وكان أولهم ياسر عرفات الزعيم الفلسطيني، وقامت جماعة الإخوان المسلمين باستئجار طائرة خاصة لوفد من قياداتها من عدة دول لتقديم التهنئة للخميني.
وسرعان ما جاءهم الجواب الإيراني: فدخلت إيران في حرب ضد العراق سنة 1980م ورفضت كل عروض السلام، وقادت انقلابا ضد حكومة البحرين في نفس العام، وأيدت مذابح حافظ الأسد ضد الإخوان المسلمين في حماة سنة 1982م، وقامت حركة أمل الشيعية بمجازر ضد المخيمات الفلسطينية سنة 1985م برضى إيراني خميني، وحاولت اغتيال أمير الكويت سنة 1985م، ثم جاءت تفجيرات مكة سنة 1987م، ولا تزال لليوم الطائفية والعدوانية الشيعية هي المتحكمة في السياسات الإيرانية.
نيسان ـ نشر في 2015/05/10 الساعة 00:00