جسر الملك سلمان .. ماذا عن عقبتنا نحن؟ .. ولي ولي العهد السعودي قادم ليقول لنا شيئا
نيسان ـ نشر في 2016/04/11 الساعة 00:00
لقمان إسكندر
كانت صدمة للنخب المصرية لم تسعفهم الكلمات لوصفها. نظامهم رسّم حدوده مع العربية السعودية أو منح أو باع .. لا فرق جوهري في الحالة المصرية. لكن ماذا عنا. هل صدمنا نحن أيضا؟
(برد فعل) تشعر معه برائحة الإهانة في ملامح وجه (أم الدنيا)، سمع المصريون صوتا من خلف البحر الأحمر يصرح ان الجزيرتين (تيران وصنافير) قد عادت مجددا الى السعودية بعد نحو خمسين عاما من منحهما الملك فيصل لمصر من اجل تعزيز وتمتين جبهة مصر التي كانت تعادي اسرائيل. أما وقد تحابا فلترسو جغرافية الجزيرتين حيث امهما الجزيرة العربية.
طوال اكثر من عام ونحن نسمع جعجعة في بلاد النيل وزعيق اعلامي عدائي ضد السعودية غير مسبوق، لكن يبدو ان الطحن كان هناك غرب (الاحمر).
لا بد وان يكون (الرز) اطنانا حتى وقعت القاهرة على الترسيم.
حتى في اشد كوابيس المصريين بؤسا إبان حكم حسني مبارك لم يحلموا بهذا. اليوم لا يبدو ان مصر قادرة على المحافظة على نفسها. إنه هدر لكل شيء. سابقا كان النيل، فضاع او يكاد. واليوم الجزر وبينهما سيناء التائهة، التي يقضمها الارهاب مرة واسرائيل أخرى، حتى لم يبق منها قدم آمن. ثم هذا اقتصاد فاشل، وبنى تحتية متهالكة، ودم مسال على طرقات الذل في الشوارع.
من حق العربية السعودية ان تعيد لنفسها الجزر، بعد ان فقدت القاهرة الاهلية. هذا ما يراه البعض على الاقل.
لكن ماذا عنا في الاردن؟
راقب الاردنيون ما جرى في زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لمصر بقلق، وخاصة في الاعلان عن ربط البلدين بجسر مر معه عشرات الاسئلة على رأس (العقبة) .
جرت العادة ان نقلق من اي تقارب سعودي مصري. فماذا عن هذه القفزة الهائلة؟ في الحقيقة من عاداتنا أن نقلق من أي تقارب سعودي مع أي طرف.
وجرت العادة السعودية الجديدة أن لا يتركونا في حيص بيص ويأتوننا لنفهم ما الذي يجري.
نحن نبحث عن تفاصيل. حتى الآن لم يعلن عن بنود اتفاقية ترسيم الحدود، رغم الإعلان عن توقيعها. وولي ولي العهد السعودي سيبلغنا بما جرى.
سيجيب على سؤال ما إذا كنا كأردنيين متضررين؟ سيقول لا. ربما يرمي لنا بعض فائدة. وبعد زيارة المسؤول السعودي رفيع المستوى سيتحدث المسؤولون الأردنيون بما يلزم لنرتاح. هم لم يتحدثوا حتى الآن في انتظار الزيارة فيما يبدو. وقل لو تحدثوا سيخرجون بكلمات دبلوماسية معدة مسبقا للحالات الطارئة وغير الطارئة، تقول إن علاقتنا متينة مع الرياض والقاهرة. وتقول أيضا: إننا على اطلاع مسبق. هو كلام يجبر خاطرنا ويعيد لنا اعتبارنا امام أنفسنا على الأقل.
لم لا ونحن من وضع كل بيضه في سلة واحدة وما زلنا نراهن ونأمل.
نيسان ـ نشر في 2016/04/11 الساعة 00:00