الكوميديان الزعبي: الفن الاردني في أسوا حالاته
نيسان ـ نشر في 2016/04/16 الساعة 00:00
حاوره إبراهيم قبيلات
قال الممثل والمؤلف المسرحي (كوميديان جديد)، شريف الزعبي، إن صد الناس أمنياً ممن خرجوا للتعبير عن غضبهم إلى الشارع عبد الطريق أمام الكوميديا الساخرة، حتى غدت محجاً للكثيرين.
وكثف الزعبي في حوار خاص لصحيفة نيسان، رأيه في الحالة الفنية الأردنية بقوله " الفن في أسوا حالاته، هناك زملاء يعيشون بانتظار معونة شهرية من صندوق المعونة الوطنية، لتكفيهم شر التسول".
وطالب الزعبي الملك عبد الله الثاني الالتفات إلى الطفرة الفنية الكوميدية، أسوة باهتمامه بالفن العالمي، مشيراً إلى افتقار الساحة المحلية الفنية لقرار رسمي ينتشل الفن من براثن البيروقراطية والرجعية.
وتاليا نص الحوار:
كيف التقط الفن الأردني أوجاع الناس بعد الربيع العربي.
لا شك أنه وبعد ما يسمى بـ "الربيع العربي"، أراد الأردني أن يلحق بالركب العربي، إلا أن الصد الأمني للمحتجين في الشارع دفع الناس إلى الفن، وعند المقارنة فإن مساحة الأردن الفنية المبنية على الحرية كفته شر الاستزادة.
في الواقع، فتح الفن أبوابه أمام غضب النس مستوعبا حينا، ومعالجا حينا آخر. من منا ينكر أن الفن شكل إطارا ناعما، وهدأ من روع الأردنيين، حين كثر المتصيدون في الماء العكر.
هل تعتقد أن أحداث سوريا شكلت بيئة خصبة أمام الفن الأردني ليقدم نفسه بصورة أخرى؟.
لا أظن أن الفن الأردني وأدواته يجلس اليوم على طاولة مؤثثة بما يشتهي الأردني من وجبات دسمة فنيا، سواء مع الحالة السورية أو المصرية وحتى الفلسطينية من قبل، وذلك مرده شح الإمكانيات والموازنات المرصودة لدعم الفن، في دولة شكلت الثقافة والفن جزءاً أساسياً في بنائها التارخي والسياسي.
كيف تطمنا على وضع الفن الأردني؟
الفن الأردني، في أسوا حالاته، هناك من الزملاء من يعيش بانتظار معونة شهرية من صندوق المعونة الوطنية، لتكفيه شر التسول.
اليوم، نعيش حالة خذلان غير مسبوقة، بالنظر إلى حالة الفن والمسرح والسينما والثقافة، التي هي أدوات تطور المجتمعات ورفعتها، لكن واقعنا يؤكد أنها في ذيل اهتمامات صانع القرار الرسمي الأردني.
في الواقع، سأهمس شيئا مختلفا، لا أكتمك سرا إن قلت أن وجعنا ينتظر أياد ملكية، تسعفنا على مواصلة المسير، بعد أن تعثر المسؤولون وغابوا عن المشهد الفني تماما.
سأنقل سؤالا تردد زملائي في طرحه كثيرا، ولكن قبل السؤال دعني أقل لك، أن الحالة الكوميدية بنسختها الأردنية بدأت منذ حوالي ست سنوات، وقد أدخلنا الكثير على تفاصيل الفن وخاصة الكوميدية منه، لكن لم يتبع ذلك التفاتة حانية من جلالة الملك عبد الله الثاني، وهو ما أدخل الملف الفني برمته إلى الغرف المغلقة، نريد قرارا سياسيا ينعش الحالة الفنية ويضعها على سكة الإنجاز.
لماذا لا يكون هناك مهرجان للكوميديا الأردنية برعاية وتنظيم وزارة الثقافة الأردنية، اسوة بمهرجانات المسرح؟ ولماذا لا يسمح لنا بالانتساب لنقابة الفنانين التي تضع من الشروط ما نعجز عن تفسيره.
الفن والإنسان إلى أين تتجه العلاقة بينهما؟
نحن نعيش على أوجاع من قدر لهم أن يكونوا جيرانا لنا. بمعنى أدق، الإنسان بقيمه النبيلة يعمل ضمن واحة مياهها عذبة، أشجارها خضراء رطبها نضجة، لكن سرعان ما تكتشف، أنها سراب، وأنك تقف على حافة الخسارة.
هل صحيح أن الفنان الأردني يعيش منبوذا في وطنه؟.
طبعا، هناك صورة نمطية للممثل في المجتمع الأردني، تعريه من كامل القيم المجتمعية والإخلاقية، لمجرد أنه فنان، هذا ليس كل شيء، هناك ما هو أقسى، بالنظر إلى التحديات التي نواجهها في السوق والمجتمع.
أجزم أن لا أحد من زملاء الهم يستطيع التقدم لخطبة يد أية أردنية، من دون أن يجتهد ويحلف أغلظ الأيمان بانه محترم كصفة متلازمة للفن.
لا أعرف، قد تكون تداعيات الكوميديا السوداء أثّرت على المجتمع الأردني بوصفه ركنا أساسيا في معالجاتها، لكن الأمور تسير إلى آخر الشوط.
شريف الفنان الجدلي، يستقر في قلوب محبيه دون استئذان، هل لك أن تحدثنا عن علاقتك بالمشاهد؟
مبدئيا، المحتوى الفني على مواقع التواصل الاجتماعي مختلف تماما عن الوسائل التقليدية، وقد كنت محظوظا في معرفة ما الذي ينشر على "التقليدي" و"الحديث" في سياق تقديم معالجات جديدة تراعي حاجة الانسان أولا.
أما عن علاقتي بالإنسان المشاهد، فنفطها الحب وديدنها الإخلاص من دون كلف، ويؤطرها الوضوح واحترام رأيه، وتوظيفه في بناء محتوى جديد، بما يؤكد مأسسة العلاقة بين الفن والإنسان.
أين يقف شريف اليوم؟
بعد أن أنهي دراستي لماجستير الصحافة الحديثة، في معهد الإعلام الأردني، سأضبط وجودي الفني حرصا مني على تقديم ما يليق بذائقة الأردني التواقة إلى الجديد، وسأتوجه إلى تطوير أدواتي الصحافية أكثر.
نيسان ـ نشر في 2016/04/16 الساعة 00:00