أطباء ألمان من أصول عراقية يغامرون بحياتهم لإنقاذ أهل سنجار

نيسان ـ نشر في 2016/04/18 الساعة 00:00
انضم أطباء ألمان من أصول عراقية وكردية إلى منطقة "جبل سنجار" المحررة من قبضة داعش، لتقديم المساعدات للسكان اللذين يعانون من أمراض مختلفة جراء الحصار الطويل. وفقاً لما ذكرته صحيفة "DW" الألمانية.

ومن بين الأطباء اللذين انضموا إلى الفريق، الدكتور درويش شرو درويش، ذو الأصول الكردية العراقية، والذي يشرف على عيادة طبية للأمراض الباطنية في برلين.

وعاد الكتور درويش، مؤخراً من جولة قادته إلى "جبل سنجار" شمال العراق مع فريق طبي من جمعية الأطباء الأكراد في ألمانيا، بهدف تقديم المساعدة لسكان الجبل الذين لا يزالون يعانون من تبعات جرائم تنظيم داعش.

في هذا الصدد يقول دوريش درويش، في لقاء مع "DW" عربية، "رغم تحرير جبل سنجار من تنظيم داعش، إلا أن المعاناة لا تزال حاضرة في نفوس الناجين. فبسبب اضطهاد داعش، نزح آلاف اليزيدين ولقي الكثيرون حتفهم، فيما لايزال داعش يحتفظ بالنساء والأطفال كعبيد لديه".

وبسبب غياب الرعاية الطبية الكافية بعد فرار الأطباء الذين كانوا هناك، دأب درويش وزملاؤه في الجمعية على تنظيم زيارات ميدانية إلى المناطق الكردية المتضررة شمال العراق.

وقالوا "نحن مجموعة من الأطباء والصيادلة من أصول عراقية كردية ولدنا وترعرعنا في تلك المناطق ثم جئنا إلى ألمانيا من أجل الدراسة والعمل. نتابع طبعاً ما يجري في تلك المناطق ونشارك الناس معاناتهم، لهذا السبب نزورهم من حين لآخر لتقديم يد المساعدة".

وأكد الدكتور، أن السكان يعيشون وضع صحي حرج بعد عام على "تحرير سنجار".

وقبل عامين قال ممثل منظمة الصحة العالمية في العراق، الدكتور جعفر حسين، "إن الحالة الصحية في جبل سنجار، محفوفة بالمخاطر بالنسبة لعشرات آلاف المحاصرين هناك، بينما عبر أكثر من 60 ألف شخص نقطة حدود فيشخابور، إلى سوريا للعودة مرة أخرى إلى العراق عبر دهوك" نقلاً عن الموقع الرسمي لمنظمة الصحة العالمية.

وأوضح درويش أن "هذا الوضع لم يتحسن كثيراً" ، فالمنطقة "لا تزال تعاني نقصاً كبيراً في المواد الغذائية ومن الاكتظاظ في المخيمات، وتفشي الأمراض خصوصاً في صفوف الأطفال وكبار السن".

وساهمت الحرب في انتشار عدد من الأمراض الفتاكة والمعدية.

داعش يمنع الأطباء من ملامسة النساء
وحسب آخر تقرير لمنظمة "هيومن رايتس ووتش" بتاريخ 5 إبريل (نيسان) الجاري، أفادت11 امرأة وفتاة قابلتهم المنظمة بأن "تقييد حصولهن على الرعاية الصحية والتعليم بسبب سياسات داعش التمييزية".

ويمنع التنظيم المتطرف "الأطباء الذكور من ملامسة أو رؤية المريضات أو الانفراد بهن".

ويضيف التقرير أن امرأة قالت إن "الصيدلي كان يتعرض للضرب إذا علم مقاتلو داعش أنه لمس ذراعها لقياس ضغطها".

وقالت امرأتان إنهما عندما حملتا، ذهبتا للقابلة بدلاً من الطبيب بسبب القيود. هناك امرأة قالت إنها عانت من مضاعفات جراء الرعاية المتواضعة ما بعد الولادة.

وأدت الحرب التي يشهدها العراق ضد تنظيم داعش، بانتشار عدد من الأمراض الفتاكة والمعدية، خصوصاً بعد سيطرة النتظيم على "جبل سنجار" في أغسطس (آب)2014.

وأكد الطبيب درويش، أنه "وجدنا كل أنواع الأمراض: مثل أمراض القلب والسكري والأمراض النفسية، والمراض الجلدية والعيون وغيرها من الأمراض الأخرى".

وفي الـ13 من نوفمبر (تشرين الثاني) 2015، أعلن رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني "تحرير" سنجار من سيطرة تنظيم داعش، بعد عمليات عسكرية لقوات البشمركة".

غير أن داعش المتطرف، لا يزال إلى الآن يترصد بالجبل ويحاول أن يعزله عن العالم الخارجي.

ويشرح الدكتور دوريش الوضع قائلاً "مليشيات داعش لا تبعد سوى 20 كلم عن الجبل، لكن عزيمتنا أقوى وكسرنا جدار الخوف، وهو ما نتمنى أن يقوم به أطباء آخرون".

وأشار إلى أنه "لا تقتصر المهمة الإنسانية لجمعية الأطباء الأكراد بألمانيا على توزيع الأدوية وعلاج المرضى فقط، بل تشمل توزيع الملابس والمواد الغذائية على سكان جبل سنجار والمخيمات القريبة منه".

وأضاف أن "الأمراض متفشية في سنجار خصوصاً في صفوف الأطفال وكبار السن".

تحدي الخوف
قبل كل رحلة تطلق جمعية الأطباء الأكراد في ألمانيا، حملات لجمع التبرعات بغية تمويل الرحلة الطبية.

بعدها تتواصل الجمعية مع ممثلي السكان في المكان الذي تريد الذهاب إليه لمعرفة حاجياتهم، وبعدها تبدأ المغامرة.

ويقول المتحدث باسم الجمعية، "نسافر في البداية إلى أربيل وبعدها نواصل الرحلة بالسيارات إلى جبل سنجار. كل السيناريوهات تكون حاضرة في أذهاننا، لكن نداءات الاستغاثة التي تصلنا تقوي عزيمتنا".

ورغم الإمكانات المحدودة لجمعية الأطباء الأكراد في علاج جميع السكان، إلا أن الدكتور درويش، يرى أن المرض الفتاك هو "مرض التطرف الديني متمثلاً في تنظيم داعش، الذي يبيح القتل باسم الدين وتهجير الأقليات، وهو مرض يجب أن تتضافر جهود كل العراقيين للقضاء عليه".



    نيسان ـ نشر في 2016/04/18 الساعة 00:00