الأعمى

شاهر الشريدة
نيسان ـ نشر في 2016/04/24 الساعة 00:00
اخوي الكبير صحفي، كنا دايما نتناقر انا واياه، واظل احكيله يا زلمة دايما نازل طخ طخ ع الحكومة، والمسؤولين، خف شوي، خلي دقة ع الحافر، ودقة ع المسمار. فيقولي ظلك سحج. بصراحة غالبا ما كنت بفهم عليه، كنت افكر انه ماشي بمبدأ الطخطخة شمال، ويمين مثل اغلب المشتغلين بالصحافة، والاعلام. كنت استغرب منه، ومن غيره؛ لأني لغاية 2010 كنت مؤمن ان ما عندنا هالمشاكل الكبيرة، ولا عندنا اشياء تستاهل ينحكى فيها، ولا مستاهلة كل هالضجة اللي كنت بشوفها. كثير مفاهيم كانت ببالي، وكنت بعتبرها مسلمات، مثل ان بلدنا بامان، بمشي بالشوارع وقت مابدي، وارجع وقت مابدي، وعادي لو بأي وقت وقفني شرطي، وطلب هويتي حتى لو بعز الظهر. كنت بعتبر ان بلدنا بنمو، وبكبر بسرعة، ووضع طبيعي الناس تتخرج، وتعاني؛ لتلاقي وظيفة. شو ذنب الحكومات بهالقصة. كنت شايف انه عادي ان اولاد الذوات يتوظفوا احسن الوظايف واهاليهم يساعدوهم، اكيد لازم الاب يساعد ابنه، والاخ يساعد اخوه، والخال يساعد بنت اخته. كنت اقول بحالي: احنا الشعب البسيط، شو دخلنا بالدستور، وشو دخلنا بالسياسة، وشو دخلنا بالاقتصاد، طالما الناس بتوكل، وبتشرب. مع الوقت، ومع بداية عهد حكومة النسور صارت قناعاتي تتغير، بتتغير مش عشان رئيس الحكومة بحد ذاته، لكن حكومته كانت سبب من الاسباب؛ بإعادة فلترة افكاري تجاه كل اشي بالبلد، سواء بالماضي أو الحاضر والمستقبل. يوم عن يوم كنت احس انه عقلي لازمه سوفت وير، لأن صار يعلق عند كثير مظاهر بتصير، ومش قادر يستوعبها. كان لازمني فشخة لاصحى، واستعيد روحي المسلوبة، واحلامي اللي اجبروني بدفنها بعمارات، وبنايات ضحكوا فيها علينا بالازدهار المزعوم، في حين انهم برجعوا فينا؛ لعصر الكراديش، والشعير المدعوم. استهتار حكومي، وبرلماني بمصير وطن، واستباحة حقوق شعب، كل اشي بالبلد بتراجع، التعليم، القطاع الصحي، السياحة، الاقتصاد، الحريات الشخصية. الأشياء الوحيدة اللي كانت بتتقدم، وبتزيد حالة الفقر، والطفر، والمشاكل، وتغول المسؤولين، والفاسدين، وتجار الدين. تغيير النظرة للحكومات، والمفاهيم تجاه اللي بصير، ونبش القضايا اللي كنا بنعتبرها مسلمات، امر ما بتعلق بمصطلحات المعارضة، والموالاة، ولا بمفاهيم التسحيج، والتفحيج، لكنه متعلق بوطن. وطن مسلوب من عقول عودت الشعب على سياسة التنويم المغناطيسي، وايدين ملطخة بالوان التجهيل، والاستحمار. يتبع ... ( كلام غير مباح)
    نيسان ـ نشر في 2016/04/24 الساعة 00:00