لا خوف بعد اليوم

نيسان ـ نشر في 2016/04/26 الساعة 00:00
بعيدا..بعيدا.. عند السّهولِ المُتاخمةِ لغابةِ البلّوطِ ، تغازلُ العصافير خيوطَ الشّمسِ الأُولى وترى يقظانَ يحرسُ بقرته وعجلها الصّغير كعادته في كل يوم ، يبحث لهما عن مرعى خصيب . لم يكن يكدّر صفوه غير حمدان ،ذلك الرّجل الأشعث الأغبر الذي يتّخذُ من غابة البلّوط سكنا له . يأتي كل يوم مهدّدا إما أن يحلب بقرة يقظان ، فيحرم عجلها الرضيع من حليبها أو يهدّده بغضبِ ساحرةِ الغابةِ الشّرّيرةِ. فقد أخبره بأنّه يحمل الحليب إليها . وكيف لا يستجيب له ؟وجميع أهلِ القرية ِيلبّون طلباتهِ ،خوفًا من بطشِ ساحرةِغابةِ البلّوط ِالشّرّيرة . اليوم وهو يحلبُ البقرةَ ،اقتربَ يقظان منه واستجمع شجاعته قائلا ": توقّف لن تأخذ حليبَ بقرتي بعد اليوم " التفت حمدان وقد لمعت عيناه شرًّا قائلا :"والسّاحرة ؟" أجاب يقظان ": أخبر السّاحرة أنني لن أحرم هذا العجلَ الصّغير من حليب أمّه بعد اليوم :" أمام إصرارِ الفتى وتلويحه بعصاه متحدّيا ،لم يكن من حمدان إلا أن اختفى داخل الغابة دون أن ينبس ببنت شفة . يومها ،تناقل أهل القرية القصّة ولم يعد أحد يخشى السّاحرة أو غابة البلّوط المظلمة . كما لقّبوا يقظان بالبطلِ لشجاعته . أما حمدان ،فقد ترك الاحتيال وأصبح يعمل في المزارع ليحصُل على حليبٍ من عرقِ جبينه .
    نيسان ـ نشر في 2016/04/26 الساعة 00:00