الذنيبات في أولى غزواته الخارجية

نيسان ـ نشر في 2016/04/28 الساعة 00:00
محمد قبيلات بعد أن أنهى الدكتور عبد المجيد الذنيبات غزواته على مقرّات جماعته الأم؛ ها هو يتصدّى لمجابهة مشروع ليلى، ويعلن عن شكره وتأييده لمحافظ العاصمة المتخصص بمنع الفعاليات هذه الأيام، ويزيد الذنيبات في الشكر ويصف الفعالية الفنية بأنها "هبوط إلى مستنقع الرذائل"، مع العلم أنه ربما لم يشاهد أو يطلع على محتوى وموضوع الفعالية.
هي غزوة من غزوات الشيخ الذي لم ينه حروبه الداخلية مع جماعته، لكنه يحتاج بين الفينة والأخرى لأن يطل على جمهوره خصوصا أن 95% من هذا الجمهور ما زال يوالي الجماعة الأم، فلا بد من مغازلتهم، مع مراعاة ان لا تكون المغازلة مكلفة، فمثلا مرّت التعديلات الدستورية ولم نسمع من فضيلته رأيا أو فتوى بها، لأنها ربما ستعود عليه بالمتاعب، سواء أيدها أم عارضها.
فاستسهل الشيخ مهاجمة الفعالية الفنية المنوي إقامتها في المدرج الروماني، والتي مُنعت من قبل محافظ العاصمة بناء على مذكرة وجهها عدد من النواب، الذين – على ما يبدو- كان لديهم من وقت الفراغ ما يكفي لتقليب الصفحات الفنية في الجرائد، لأنهم لم يكونوا ليعبأوا بقصة التعديلات الدستورية، فهي خارج اختصاصهم.
المنطق يقول ان من يمنع عرضا فنيا أو يطالب بتعديل بعض تفاصيله هي الجهات ذات الإختصاص الفني فقط، لأن النواب والسيد المحافظ وسعادة "المراقب"، ربما هم جميعا ضد الفن كله، فليسوا الجهة المؤهلة لمنع عرض مسرحية أو حفل غنائي، كما – المفروض- أن لديهم من المشاغل ما يكفيهم.
فالشيخ لديه معاركه مع جماعته الأم، وفي مواجهة مهمة المحافظة على جماعته التي تشطرت الى عدة اقسام، لكنه ربما اراد أن يهرب الى الأمام ويغازل جمهوره المحافظ في الانتخابات البرلمانية المقبلة، وهي معركة انتخابية أقل ما يمكن وصفها بأنها معركة موت أو حياة، فالتحدي الماثل إزاءه الآن أن يحوز على مقاعد الجماعة في البرلمان، بعد أن امتلك، أو كاد، الأصول المادية للجماعة كلها.
لا يليق بدولة ديمقراطية تسعى إلى التمدن أن تستمر فيها الوصاية من قبل المتدينين والمحافظين على الفن من منظور شعبوي منغلق، فتلجأ هذه الجهات إلى دس موبقات الأرض كلها بعرض فني تبريرا لمنعه.
    نيسان ـ نشر في 2016/04/28 الساعة 00:00