حلب تحترق بأيدي الأميركان والروس

أحمد منصور
نيسان ـ نشر في 2016/05/01 الساعة 00:00
كل المعطيات تشير إلى توافق أميركي- روسي حول ما يجري في سوريا من جرائم وتدمير وسحق للهوية والإنسان والبنيان والتاريخ والحضارة، وإن لم تعط أميركا الضوء الأخضر للروس والنظام لتدمير ما تبقى من بيوت حلب ضمن سياسة التدمير والتهجير التي يتبعها الروس والنظام فهي راضية عن كل ما يجري لاسيما وأن الهدنة التي توافقوا عليها استثنت حلب مما يعني أن حلب ضمن منطقة توافق عليها الروس والأميركان ستكون تابعة للنظام فيما يتعلق بتقسيم سوريا، فالترتيبات تجرى على قدم وساق تحت ظلال الأمم المتحدة التي هي أداة في أيدي الأميركان والروس والقوى الكبرى يحركونها ويحركون مندوبيها وفق ما يشاؤون، ومعنى الأمم المتحدة باختصار هو المساواة بين الجاني والضحية هو الحلول المميعة هو عدم إدانة المجرمين ولوم الضعفاء والضحايا، هذا ما يجرى من قبل ديمتسورا الذي لم يدل بكلمة واحدة تدين المجرمين أو تنصف المظلومين. ما يجرى منذ عشرة أيام في حلب يفوق الوصف والخيال، فالذين رفضوا مغادرة ديارهم دمرت فوق رؤوسهم، وفي تعمد واضح يتم تدمير المستشفيات والمستوصفات وأدوات الإسعاف البدائية وكل ما يمكن أن يؤدي للصمود لإجبار الناس على الهجرة ضمن خطة تهجير واضحة لصالح النظام، وتحت الركام تكتب قصص دامية مبكية تتناول وسائل الإعلام بعضا منها إلا أن أضعافها لا يتم تسجيله لأنه يدفن مع أصحابه تحت الركام، حتى يسجل التاريخ بشاعة ما يجرى مع صمت عربي إسلامي مطبق لا يتجاوز حتى حدود الشجب والإدانة في كثير من الأحيان. لا يستطيع الإنسان أن يلوم المجرمين عديمي الإنسانية على ما يرتكبون من جرائم لأن هذه حرفتهم ولأنهم مجردون من الإنسانية والشعور والإحساس ولأن هدفهم في الحياة هو تدمير الإنسانية، لكن يلوم الذين خلقوا من أجل أن يعمروا الكون ويحققوا العدل ويقيموا دين الله في الأرض حينما ينكفئوا على أنفسهم تحت أي مبرر ويتركوا إخوانهم يقتلون ويشردون وتدمر بلادهم ولا ينطقون بكلمة واحدة حتى لا يغضبوا الكبار الذين يصدرون لهم السلاح والعتاد وحتى الطعام والشراب ويحددون لهم ما يقومون به في الحياة، فالأمم حينما تسلب قرارها تسلب كل شيء وتعيش تحت مظلة الآخرين وتحت وصايتهم وهذا حال الأمة الآن أنها تعيش تحت وصاية الأميركان والروس لذلك لا يستطيع أحد من قادتها أن ينطق أو يتحرك لكي يقول للروس والأميركان كفاكم إجراما وفسادا في الأرض. لكن الذي لا يفهمه الصامتون أن ما يجرى لن يستثني أحدا وأن صمتهم يعني انتظارهم للدور القادم على المنطقة بتنسيق أميركي- روسي لا يعلم تفاصيله إلا الله طالما الصامتون لا يتكلمون. الوطن القطرية
    نيسان ـ نشر في 2016/05/01 الساعة 00:00