رسالة إلى وصفي التل الأردن للأردنيين
نيسان ـ نشر في 2016/05/03 الساعة 00:00
/>يا وصفي،
أكتب إليك وفي الحلق غصة، وفي اليد قيد. إني والله لا أعرفك، وقد جئت إلى هذه الحياة بعد رحيلك، لكني حفظت سيرتك من حكايات جدي. أكتب إليك يا وصفي؛ لأخبرك بأنهم قد غرروا بنا، فقد بدأوا بالتاريخ بقدومك وإنتهوا به برحيلك، وطمسوا تاريخ أجدادي ورجالات وطني، فهل يرضيك هذا ؟ لقد علمونا التباكي يا وصفي، ولم يعلمونا سرك، سر الحب لهذه الأرض، سر الكرامة، سر المجد الذي إستحققت تاجه، سر قوتك، وعظمتك، وسر خلودك. لقد تهنا يا وصفي في سرك. لم يخبرونا يا وصفي، بأنك تشبعت بغرائز من سبقوك، وتجرعت من خصالهم، فتكونت لديك هذه الروح المفعمة بالكرامة، لم يخبرونا بسر الحرية التي كانت تغرد بها روحك. لقد مضيت يا وصفي، وتركتنا، وتوقف التاريخ عندك، ومللنا الحماقات التي يغرسونها في عقولنا، وعقول أطفالنا. لماذا لم تترك لنا في وصاياك، إنك نشأت على سيرة حمد بن الجازي، فارس الثورة العربية. لماذا لم تقل :إنك عشقت شهامة محمد الحسين العواملة، وثورته ضد الحكومات الأجنبية. لماذا لم تخبرنا،بأنك آمنت براشد الخزاعي، أمير المحبة والسلام، ورسالته بتحقيق المساواة بين كافة أطياف، وديانات دولتنا. لماذا لم تبح لنا بسر كليب الشريدة، ولما ثار ضد الظلم و الطغيان، ونحن ما زلنا نعتقد بأنه ثائر، عاشق للسلطة. وماذا عن ماجد بن عدوان، وتمرده على من أرادوا القضاء على زعمائنا وقهرهم، ولكنهم طمسوا تاريخه كما تاريخ غيره. يا وصفي،
لم يخبرونا، لماذا قتل الشيخ صايل الشهوان العجارمة. لم يخبرونا، عن منور الحديد الذي وهب أراضيه لوجه الله، والعروبة؛ لإقامة مخيم الوحدات، وإيواء الفلسطيينين. لم يخبرونا، عن حسين الطراونة، وحديثة الخريشة، وسعد البطاينة، وناجي العزام، وبشير الغزاوي، والقائمة تطول. أنت حفظت سيرة كل هؤلاء، وغيرهم من عظماء الوطن، وسخرت أمجادهم التي أخفوها عنا؛ لتصنع لنا وطنا كما أرادوا. ونحن ما زلنا نحفظ في مدارسنا وجامعاتنا عن مجد لا يعنينا، ضاع وراء المحيطات، وسيرة أبطال من ورق، كتبت أسماءهم على أبواب، وجدران قاعات المحاضرات، وأصبحوا عناوين الطرقات. أيعجبك هذا يا وصفي؟ نحن ليست لدينا الرغبة في معرفة تاريخ وطننا، ولكننا نكيل الإتهامات لأمهاتنا أنهن عاقرات، وندعي التباكي على ذكراك. نحن. لم نفهم رسالتك، ورسالة السابقين إن الأردن للأردنيين، وهناك من يعتقد إننا عنصريون. لن يرضيك ما تكتوي به جنبات صدري يا وصفي. نم ولا تنهض، فلن يروق لك حالنا، أرقد في قبرك بسلام، ولا تشغل بالك بنا، فلا يغرنك التباكي على ذكراك، فنحن _والله_ قوم لا نحسن إلا التباكي.
أكتب إليك وفي الحلق غصة، وفي اليد قيد. إني والله لا أعرفك، وقد جئت إلى هذه الحياة بعد رحيلك، لكني حفظت سيرتك من حكايات جدي. أكتب إليك يا وصفي؛ لأخبرك بأنهم قد غرروا بنا، فقد بدأوا بالتاريخ بقدومك وإنتهوا به برحيلك، وطمسوا تاريخ أجدادي ورجالات وطني، فهل يرضيك هذا ؟ لقد علمونا التباكي يا وصفي، ولم يعلمونا سرك، سر الحب لهذه الأرض، سر الكرامة، سر المجد الذي إستحققت تاجه، سر قوتك، وعظمتك، وسر خلودك. لقد تهنا يا وصفي في سرك. لم يخبرونا يا وصفي، بأنك تشبعت بغرائز من سبقوك، وتجرعت من خصالهم، فتكونت لديك هذه الروح المفعمة بالكرامة، لم يخبرونا بسر الحرية التي كانت تغرد بها روحك. لقد مضيت يا وصفي، وتركتنا، وتوقف التاريخ عندك، ومللنا الحماقات التي يغرسونها في عقولنا، وعقول أطفالنا. لماذا لم تترك لنا في وصاياك، إنك نشأت على سيرة حمد بن الجازي، فارس الثورة العربية. لماذا لم تقل :إنك عشقت شهامة محمد الحسين العواملة، وثورته ضد الحكومات الأجنبية. لماذا لم تخبرنا،بأنك آمنت براشد الخزاعي، أمير المحبة والسلام، ورسالته بتحقيق المساواة بين كافة أطياف، وديانات دولتنا. لماذا لم تبح لنا بسر كليب الشريدة، ولما ثار ضد الظلم و الطغيان، ونحن ما زلنا نعتقد بأنه ثائر، عاشق للسلطة. وماذا عن ماجد بن عدوان، وتمرده على من أرادوا القضاء على زعمائنا وقهرهم، ولكنهم طمسوا تاريخه كما تاريخ غيره. يا وصفي،
لم يخبرونا، لماذا قتل الشيخ صايل الشهوان العجارمة. لم يخبرونا، عن منور الحديد الذي وهب أراضيه لوجه الله، والعروبة؛ لإقامة مخيم الوحدات، وإيواء الفلسطيينين. لم يخبرونا، عن حسين الطراونة، وحديثة الخريشة، وسعد البطاينة، وناجي العزام، وبشير الغزاوي، والقائمة تطول. أنت حفظت سيرة كل هؤلاء، وغيرهم من عظماء الوطن، وسخرت أمجادهم التي أخفوها عنا؛ لتصنع لنا وطنا كما أرادوا. ونحن ما زلنا نحفظ في مدارسنا وجامعاتنا عن مجد لا يعنينا، ضاع وراء المحيطات، وسيرة أبطال من ورق، كتبت أسماءهم على أبواب، وجدران قاعات المحاضرات، وأصبحوا عناوين الطرقات. أيعجبك هذا يا وصفي؟ نحن ليست لدينا الرغبة في معرفة تاريخ وطننا، ولكننا نكيل الإتهامات لأمهاتنا أنهن عاقرات، وندعي التباكي على ذكراك. نحن. لم نفهم رسالتك، ورسالة السابقين إن الأردن للأردنيين، وهناك من يعتقد إننا عنصريون. لن يرضيك ما تكتوي به جنبات صدري يا وصفي. نم ولا تنهض، فلن يروق لك حالنا، أرقد في قبرك بسلام، ولا تشغل بالك بنا، فلا يغرنك التباكي على ذكراك، فنحن _والله_ قوم لا نحسن إلا التباكي.
نيسان ـ نشر في 2016/05/03 الساعة 00:00