الضفدع و الطنجرة

شاهر الشريدة
نيسان ـ نشر في 2016/05/07 الساعة 00:00
اذا حطينا ضفدع بطنجرة فيها مي، وحطينا الطنجرة ع الغاز وولعناه تحتها، فالضفدع ما بحاول ينط ويهرب منها لما يحس بسخونة المي، لكنه بصير يحاول يتأقلم ويتكيف مع زيادة درجة حرارة المي اول باول. ولكن لما تصل حرارة المي للغليان بتبلش روحه تفرفط، وبصير يحاول ينط ويقفز ليهرب، ولأنه استهلك لياقته البدنية وقدرته ع القفز بمحاولة التكيف والتأقلم قبل درجة الغليان، اكيد رايح يفشل بالهروب وطبيعي انه ينسلق ويصير شوربة. تجربة الضفدع بنعيشها بمختلف مظاهر حياتنا اليومية بكل مطرح ، مظاهر السكوت ع الامر الواقع والخنوع، ومحاولات التأقلم الفاشلة مع اوضاع صعبة بتنعكس على حياتنا ومستقبلنا وسعادتنا. قليل بسمع عن زوجات اعلنن التحدي وحاولن يطلعن من طنجرة الزوجية الفاشلة قبل ما تصل الامور لمرحلة الغليان على امل الاستقرار. الغالبية بظلن يسلقن بحالهن ع نار هادية عشان خاطر الاولاد وحكي الناس ونظرة المجتمع والجيران وأهل الحارة. وكثير ناس برفضوا يخرجوا من طنجرة الدين، ولا بحاولوا يخرجوا من عباءة بعض رجال الدين اللي شوهوا الدين وشوهوا الانسانية باسم الدين، وحرموا البشرية من الاستفادة من الجوهر الحقيقي للدين. وما اكثر طناجر العادات والتقاليد اللي بتغلي فينا ولا قابلين نطلع منها: عادات الأفراح والأتراح المكلفة لجيوبنا، ومناسبات التوجيهي والتخرج من الجامعات، وزواج الأقارب و مثل ما بدهم الأهل. والموظف بنسلق بطنجرة الخوف من المسؤول، بقضي عمره خايف ع رزقه ورزق اولاده اذا قال لأ او رفض اوامر غلط، وبصبر وبصبر ، وبالاخر بلاقي حاله من العبيد، وشريك بفساد دولة، ودمار مستقبل اولاده اللي بفكر انه بحميهم. وكثير بنغلي بطناجر القهر والحقوق المسلوبة، على امل تركد المي بعد شوي وتبرد، وبنلاقي حالنا جلودنا مسلوخة. كثير امور غلط بنعيشها وبنصبر عليها ولا بنحاول اتخاذ القرار المناسب بالوقت المناسب لنخلي حياتنا افضل، وبنجبر انفسنا ع حياة بنفقد فيها ارواحنا وشخصياتنا مع الوقت. من الممكن لأي شعب انه يخرج نفسه اول باول من الطناجر الكثيرة اللي عايش فيها وبغلي فيها ع نار هادية. ولكني ما بعرف ولا دولة عربية، حاول شعبها انه ينقذ نفسه وينط من الطنجرة بالوقت المناسب، لكن الجميع ظلوا ساكتين على أمل التأقلم، ولما حسوا بالوجع مزبوط، حسوا فيه بعد فوات الاوان، وانسلخت جلودهم وذابت مثل ما صار مع الضفدع.
    نيسان ـ نشر في 2016/05/07 الساعة 00:00