سمير الرفاعي و الانتحار.. هل يعيد النظام تدوير رجالاته؟
نيسان ـ نشر في 2016/05/12 الساعة 00:00
إبراهيم قبيلات
بعد ان يأس المجتمع من تحسين ظروفه الاقتصادية، ومغادرة سياسة "فك الاحزمة"؛ لجأ ثلة من ابنائه الى التلويح بالانتحار، وسط العاصمة عمان.
"تلويح" تدرك الدولة انه اخر ما يلجأ له المواطن بعد ان تجرده من كامل حقوقه بفعل خضوعها لسياسات واشتراطات التصحيح الاقتصادي .
الخطير ليس في ذهاب خمسة من الشباب الى عمارة في قلب المملكة لاشهار انتحارهم، بل في جر المئات منهم الى التطرف في القرى والمحافظات، بعد افقارهم، فيما يواصل الاردن الرسمي محاربته التطرف "اعلاميا" من دون ان يتبع ذلك توفير سبل حياة كريمة للمواطن.
نجحت الأجهزة الأمنية اليوم في ثني الشباب عن تنفيذ مجزرة جماعية، لكن أسباب الانتحار والتطرف ما تزال موجودة في بيئات مختلفة ولا نعلم كيف سيعبر ابناؤنا في المستقبل عن يأسهم.
في مشهد الانتحار، على قسوته، يظهر رئيس الوزراء السابق سمير الرفاعي مستنكرا عدم تنفيذ خطة رسمية تنقذ المجتمع من براثن الفقر.
سمير الرفاعي الذي أخرجت سياساته عمال المياومة على دوار ذيبان، رافعين رغيف الخبز في وجه الحكومة قبل نحو خمس سنوات، يجتهد اليوم في إنكار سياسات الحكومة رغم أنه أحد أسباب الواقع الذي نعيشه الآن.
الرجل عبر عن رفضه بقاء الشباب عرضة لارتدادات فشل السياسات الاقتصادية في تغريدة على تويتر بقوله " من يقرع ناقوس الخطر؟".
خطر اليوم كانت معالجات حكومة سمير الرفاعي أحد ركائزه قبل سنوات، لكن رغبته في استعادة السلطة، دفعته للتعجل في ارتداء "ثوب الأمل" بالعودة إلينا كمنقذ لهذه المرحلة.
في الواقع ليس الرفاعي وحده من يحلم في استئناف سيرة السلطة، فهناك آخرون اخرجهم الحراك الشعبي من مواقع القرار، لكنهم يعتقدون الآن أنه حان الوقت لإعادة تدويرهم.
مخطئ من يظن ان ذاكرة الأردنيين مثقوبة، الاردنيون اليوم يقفون على حصاد تجارب عربية عديدة، ولن يقبلوا بمجرد ترديد اهزوجة "القمح والشعير" التي ظهرت في زمن سمير الرفاعي الجد، قبل عقود.
نيسان ـ نشر في 2016/05/12 الساعة 00:00