ما بين أصولية (الدعوي) وانتهازية (السياسي) في جماعة الإخوان .. أطباء الأسنان نموذجا

نيسان ـ نشر في 2016/05/14 الساعة 00:00
لقمان إسكندر انتبه أمين عام الحزب الوطني الدستوري الدكتور احمد الشناق وهو يتابع انتخابات نقابة أطباء الأسنان للتحالف الغريب بين تياري اليسار وجماعة الإخوان المسلمين. تحالف فشل في الإطاحة بشقيق رئيس مجلس النواب نقيب أطباء الأسنان والمجدد له الدكتور إبراهيم الطراونة. تحت عنوان "الإخوان المسلمين والتناقض المريب" كتب الشناق منشورا على شبكات التواصل الاجتماعي قال فيه: الإخوان المسلمين يشاركون في انتخابات نقابة أطباء الأسنان مع قائمة مؤيدي نظام بشار الأسد.. سياسيا موقف الإخوان أن نظام بشار الأسد إجرامي وقاتل لشعبه، وفي انتخابات الأطباء وقفوا ضد القائمة الخضراء لأنها من مؤيدي بشار الأسد. صحيح أن من شارك في انتخابات اطباء الاسنان من اليسار هم من المؤيدين للثورة السورية والرافضين لقتل النظام السوري لشعبه لكن هذا لا يجوز أن يشفع للموقف المبدئي للجماعة. يقول د. الشناق: قاتلوا - أي الإخوان - ضد الإتحاد السوفييتي في أفغانستان الى جانب أمريكا، وانتهت ثنائية القطبية وجيء بأحادية القطبية، وفي العراق شاركوا في العملية السياسية بعد الاحتلال الأمريكي لبغداد عام ٢٠٠٣م. رغم أن الشناق في منشوره تجنّى في بعض الملاحظات التي جاء بها، ومن بينها ما قال فيه إن الإخوان تحالفوا مع حزب الله وإيران، وتبين مشروعهم الطائفي في تفتيت المجتمعات العربية واستهداف دولها وسياق العرب الحضاري، "فمن منا لم يهتف باسم حزب الله سابقا". كما انه تجنى يوم قال إن الجماعة تحالفت في مصر مع العسكر الذين انقلبوا على الجماعة في ١٩٥٢ و ٢٠١١ "وهذا مرده لأنها جماعة غارقة في السلمية. ولم تكن تريد الدخول في آثام الدم. وهذا يحسب لها لا عليها". لكن الجماعة هنا - أي في انتخابات أطباء الأسنان - تكشف عن تخبط غريب في استراتيجياتها ومبادئها. إن ما تمارسه الجماعة حتى في سوريا يشير الى انها لم تعمد الى مراجعة نهجها السياسي المتخبط منذ نحو ثمانية عقود، وإن كانت في مصاف العمالقة من حيث الجانب الدعوي. وهناك فرق واسع بين الشقين. ففي حين يمكن وصف (الدعوي) في عباءة الاخوان بأن احدا لم يستطع مجاراة افرادها فيها ابداعا واصلاحا، الا انها سياسيا تشبه الى حد بعيد الثعلب لكن الضعيف الذي يعود دائما من معاركه خاسرا لا يرجو سوى السلامة. من هنا يمكن فهم التخبط في التقييم لدى المراقبين. فما بين الدعوي والتنظيمي تنكشف العورات. ودائما ما تخلط جماعة الإخوان بين ما هو دعوي فيها وما هو تنظيمي سياسي، وفي غالب الأمر واستنادا الى تجاربها، فإن ممارساتها تغلّب الشأن السياسي التنظيمي "البرغماتي" على الجانب الدعوي، ومن هنا لا يفهم الناس لماذا تمارس الجماعة كل هذه الانتهازية في الأداء وخاصة السياسي. وفقا لأداء الجماعة يبدو أن ما استقر عليه رأي الإخوان هو في جواز الانتهازية الانتخابية والسياسية تأسيسا على أنها تقود الى مصالح دعوية وهذه القاعدة أثبتت فشلها طوال عقود طويلة، فمتى أنتجت هذه الانتهازية شيئا جوهريا لصالح "الدعوي"، بل على العكس كان الفعل السياسي على الدوام عبئا على الفعل الدعوي ومحبطا له، وهذا ما تشهد به مآلات جمعية المركز الإسلامي الخيرية "وهي فعل دعوي" خطفتها السلطات الرسمية عقابا للتنظيم السياسي للجماعة.
    نيسان ـ نشر في 2016/05/14 الساعة 00:00