سبعون عاماً من «الحياة»
نيسان ـ نشر في 2016/05/18 الساعة 00:00
في مثل هذه الظروف قبل سبعين عاماً (عام ١٩٤٦) أسس كامل مروة صحيفة «الحياة».
وفي مثل هذا الزمن الدموي قبل خمسين عاماً (عام ١٩٦٦) اغتيل المؤسس كامل مروة.
مات المؤسس، وبقي الأساس شاهداً على مستوى النبوغ الصحافي الذي تفرَّد به كامل مروة طوال مسيرته الإعلامية بوصفه أحد رواد الحداثة في الصحافة العربية، كما يصفه الكاتب المرموق سمير عطالله في عموده بصحيفة «الشرق الأوسط» الدولية. يضيف عطاالله: «اغتيل كامل مروة لأنه كان أرقى من مرحلته».
في المعرض الذي أقيم ببيروت يوم ٥ أيار (مايو) الجاري لمناسبة الذكرى الخمسين للاغتيال، شواهد على بدايات «الحياة» رغم عسر الولادة. كانت الملصقات المعلقة على جدران بيروت مطلع عام ١٩٤٦، تبشر الناس بقرب صدور «جريدة نظيفة، بأقلام نظيفة، في خدمة غايات نظيفة. وكان إقبال القرّاء المتزايد عليها عاماً بعد آخر دليلاً على أنها وفت بالتزاماتها الثلاثة ووعودها النظيفة. ومع نكبة فلسطين عام ١٩٤٨، توقفت الصحف الفلسطينية في حيفا ويافا عن الصدور، فلجأ عرب المشرق إلى «الحياة» كمصدر أول للأخبار، وذاع صيتها فباتت الجريدة المشرقية الأولى. واستمرت الصحيفة بعد اغتيال مؤسسها، إلى أن أوقفتها الحرب اللبنانية أو علّقت صدورها، إلى حين ولادتها مجدداً بحلّة عربية شاملة في لندن عام ١٩٨٨، ثم انتقالها إلى عهدة ناشرها الأمير خالد بن سلطان ومواكبتها التطور التكنولوجي في صناعة الصحف والطباعة والنشر، لتصبح دولية بامتياز». (محمد غندور، «الحياة»، ٦/ ٥/ ٢٠١٦).
بدأتُ الكتابة قبل ٣٥ عاماً، وكنت أشعر بفرح الكتابة كأي كاتب آخر. لكني منذ ١٠ سنوات أصبحت أشعر بفرحين: الكتابة و»الحياة».
مشكلتي الوحيدة مع هذه الصحيفة أن أصدقائي دائماً يذكّرونني بعيبها الكبير: «إنها نخبوية ورصينة». ليست مشكلتي مع العيب، بل مع عدم قدرتي على إخفاء إعجابي وفرحي بهذا العيب!
بقيتْ صحيفة «الحياة»، رغم أحراش الربيع العربي واستقطاباته، منيعةً ضد محاولات تفريغها من رصانتها وعمقها وحياديتها، ليست حيادية اللاموقف بل حيادية التعبير عن الموقف.
ليس صعباً أن تستمر صحيفة في الصدور سبعين عاماً، الصعوبة أن تستمر الصحيفة ناجحة سبعين عاماً.
أقول هذا الكلام عن «الحياة» في سبعينيتها، لا بصفتي كاتباً طارئاً، بل قارئاً دائماً. الحياة
وفي مثل هذا الزمن الدموي قبل خمسين عاماً (عام ١٩٦٦) اغتيل المؤسس كامل مروة.
مات المؤسس، وبقي الأساس شاهداً على مستوى النبوغ الصحافي الذي تفرَّد به كامل مروة طوال مسيرته الإعلامية بوصفه أحد رواد الحداثة في الصحافة العربية، كما يصفه الكاتب المرموق سمير عطالله في عموده بصحيفة «الشرق الأوسط» الدولية. يضيف عطاالله: «اغتيل كامل مروة لأنه كان أرقى من مرحلته».
في المعرض الذي أقيم ببيروت يوم ٥ أيار (مايو) الجاري لمناسبة الذكرى الخمسين للاغتيال، شواهد على بدايات «الحياة» رغم عسر الولادة. كانت الملصقات المعلقة على جدران بيروت مطلع عام ١٩٤٦، تبشر الناس بقرب صدور «جريدة نظيفة، بأقلام نظيفة، في خدمة غايات نظيفة. وكان إقبال القرّاء المتزايد عليها عاماً بعد آخر دليلاً على أنها وفت بالتزاماتها الثلاثة ووعودها النظيفة. ومع نكبة فلسطين عام ١٩٤٨، توقفت الصحف الفلسطينية في حيفا ويافا عن الصدور، فلجأ عرب المشرق إلى «الحياة» كمصدر أول للأخبار، وذاع صيتها فباتت الجريدة المشرقية الأولى. واستمرت الصحيفة بعد اغتيال مؤسسها، إلى أن أوقفتها الحرب اللبنانية أو علّقت صدورها، إلى حين ولادتها مجدداً بحلّة عربية شاملة في لندن عام ١٩٨٨، ثم انتقالها إلى عهدة ناشرها الأمير خالد بن سلطان ومواكبتها التطور التكنولوجي في صناعة الصحف والطباعة والنشر، لتصبح دولية بامتياز». (محمد غندور، «الحياة»، ٦/ ٥/ ٢٠١٦).
بدأتُ الكتابة قبل ٣٥ عاماً، وكنت أشعر بفرح الكتابة كأي كاتب آخر. لكني منذ ١٠ سنوات أصبحت أشعر بفرحين: الكتابة و»الحياة».
مشكلتي الوحيدة مع هذه الصحيفة أن أصدقائي دائماً يذكّرونني بعيبها الكبير: «إنها نخبوية ورصينة». ليست مشكلتي مع العيب، بل مع عدم قدرتي على إخفاء إعجابي وفرحي بهذا العيب!
بقيتْ صحيفة «الحياة»، رغم أحراش الربيع العربي واستقطاباته، منيعةً ضد محاولات تفريغها من رصانتها وعمقها وحياديتها، ليست حيادية اللاموقف بل حيادية التعبير عن الموقف.
ليس صعباً أن تستمر صحيفة في الصدور سبعين عاماً، الصعوبة أن تستمر الصحيفة ناجحة سبعين عاماً.
أقول هذا الكلام عن «الحياة» في سبعينيتها، لا بصفتي كاتباً طارئاً، بل قارئاً دائماً. الحياة
نيسان ـ نشر في 2016/05/18 الساعة 00:00