ناشط بتراوي يبدأ إضرابا عن الطعام .. البدول حكاية مؤلمة من حكايا الجنوب

نيسان ـ نشر في 2016/05/18 الساعة 00:00
خاص الناشط المدني من سكان أم صيحون في لواء البترا (لافي البدول) يعلن إضرابا عن الطعام احتجاجا على سياسات الحكومة وسلطة إقليم البترا تجاه سكان قرية أم صيحون التابعة للإقليم والمتمثلة بتهميش عشائر البدول الحويطات " السكان الأصليين لمدينة البترا الأثرية" في مختلف القطاعات التنموية والخدمية.
قرية أم صيحون محرومة من موازنة سلطة الاقليم
وبين أن سكان أم صيحون يطالبون منذ سنوات بتخصيص جزء من موازنة سلطة إقليم البترا وتوجيهه نحو تطوير البنى التحتية في القرية التي تكشف عن واقع خدمي مترد بسبب الاهمال والتهميش وبإمكان أي زائر عابر للقرية التي تقع قرب جبال البترا الاثرية أن يعرف المستوى المتدني للبنى التحتية والخدمات والبيئة.
يكفي القول ان عائلات كثيرة من البدول لا زالت تسكن الكهوف والمغارات
وكان الناشط البدول قد بدأ إضرابه من أحد كهوف البترا التي ولد ونشأ وترعرع فيها بحسب قوله كما نشأ فيها باقي عشائر البدول الذين تم توطينهم قبل عقود بطرق وآليات لم تحفظ لهم حقوقهم التاريخية والاقتصادية أسوة بغيرهم من مواطني اللواء، مؤكدا مضيه في معركة الأمعاء الخاوية بعد أن وصل هو ومجموعة من أبناء أم صيحون إلى طريق مسدود منذ سنوات في تحقيق الحدود الدنيا من الخدمات التنموية واستحقاقات سكان البترا من عوائد السياحة وموازنة سلطة الإقليم.
يقول لافي البدول الناشط ورئيس جمعية الخزنة التعاونية وممثل لجنة المجتمع المحلي في قرية أم صيحون : لا زلنا نناضل منذ 30 عاما في سبيل توفير أساسيات الحياة في قرية أم صيحون تلك القرية التي أصبحت عنوانا للفقر والتهميش وتردي الخدمات وتراجع واقعها السياحي والتعليمي والصحي، مضيفا أن ظلم المسؤولين وتهميشهم لتلك القرية وعدم إدراكهم للخصوصية الثقافية والاجتماعية لعشائر البدول " أهل البترا القدامى" أدى إلى ترسخ القناعات لدينا بضرورة التصعيد وانتزاع الحقوق بطرق سلمية والسعي قدما نحو المطالبة بتنفيذ التوجيهات الملكية السامية بتحسين الواقع المعيشي والخدمي لأم صيحون بمختلف محاوره".
وأضاف أننا مواطنون لنا حقوق تاريخية واستحقاقات تنموية تفرضها أسس العدالة الاجتماعية والتنموية التي ينادي بها جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم والمتمثلة بتحسين الواقع المتردي للبيئة في قرية أم صيحون والتي يعتمد سكانها على الموارد السياحية الهامشية وغالبيتهم يستخدمون الدواب في النقل والعمل لافتا أن هناك عدد كبير من الحيوانات والدواب التي تسيح هائمة داخل أحياء القرية التي يبلغ عدد سكانها ثلاثة آلاف نسمة، دون أن يكون ثمة اصطبلات خاصة لها لتجنب انتشار الامراض لدى سكان القرية.
مماطلة الحكومة ومسؤولي سلطة الاقليم لمطالب البدول
ومنذ عام نصف وهناك مطالبات من الاهالي بالسماح لنا بمقابلة الحكومة المركزية في عمان ولكن دون جدوى موضحا أنه أهالي القرية استعانوا ببعض النواب للحصول على تلك المقابلة ولكن ذلك الامر لم يتحقق، كما ان سلطة الاقليم قدمت الوعود تلك الوعود لاهالي القرية بتحسين اوضاعهم والاستجابة الى مطالبهم لكنها بقيت وعودا كما ارادوها، يقول التاشط المدني.
وما يعقد قضية البدول هو وجود عدد من عائلات عشائرها والتي لا زالت تسكن الكهوف في جبال البترا ويقدر عددهم بخمس وعشرين عائلة وهم في ازدياد بسبب النمو السكاني فالجيل الشاب الراغب في الانفصال والزواج بدأ يعود نحو الكهوف كما كان الناس في السابق يفعلون بسبب الاجراءات البيروقراطية والتعقيدات والقيود المفروضة على قضايا السكن والبناء والتوسع العمراني والذي يمنعه القانون بحجج غير مقنعة.
وفق البدول فان غالبية الاقتراحات التي يتم طرحها مثل استملاك ارض وبناء شقق سكنية للبدول لا تتم بالتشاور مع ابناء المجتمع المحلي بل بحسب رغبات المسؤولين وتطلعاتهم البعيدة عن الواقع الحقيقي للجغرافيا والتاريخ والتنمية مطالبا بإعادة النظر بتلك القرارات الجزافية التي تخضع لمعايير غير منطقية ولا تناسب الواقع الثقافي والاجتماعي لتلك العشائر.
الواقع الصحي ويعاني الواقع الصحي كثير، فهناك مركز صحي بسيط بدون كوادر طبية باستثناء بعض الكوادر التمريضية التي لا تؤدي الغرض ولا يمكنها التعامل مع الحالات المرضية بشكل كاف مطالبا وزارة الصحة بضرورة ارسال لجان مختصة للكشف والاطلاع على الواقع المزري لذلك المستوى الصحي المتدني. البطالة والفقر وتعتبر السياحة مصدر الرزق الرئيس لسكان أم صيحون ومع تراجع المواسم السياحية في البترا تضرر سكان أم صيحون وارتفعت نسب البطالة وتفشى الفقر دون ان يكون ثمة مشاريع تنموية توجه لتنمية المجتمع وتحسين المستوى المعيشي للسكان
ووفق الناشط البدول فإن غالبية المنح المقدمة من المنظمات الدولية يتم توجيهها الى غير مسارها الصحيح في إشارة منه إلى تغول بعض المسؤولين ومؤسسات المجتمع المدني التي تتظاهر باهتمامه بالتنمية بينما يتم انفاق وتوجيه تلك المنح لغايات اخرى.
وأشار الى غياب العدالة في توزيع المكتسبات والوظائف والفرص التي تتوافر لأبناء الاقليم مؤكدا على أن فرص العمل لا يتم توزيعها بعدالة على المناطق التابعة للإقليم وعلى رأسها قرية أم صيحون. الواقع التعليمي

يعيش الواقع التعليمي في القرية حالة غير مسبوقة من الاهمال فهناك مدرسة حكومية تفتقر الى البيئة التعليمية المناسبة كما تفتقر الى الاهتمام البرامجي في معالجة كثير من القضايا التي يعانيها طلبة أم صيحون. اقتراحات وحلول ويقترح الناشط البدول بإيفاد لجنة ملكية إلى المنطقة تعمل على دراسة الواقع التنموي والثقافي والخدمي لقرية أم صيحون من خلال عقد لقاء مع ممثلي المجتمع المحلي والاطلاع الى معاناتهم وتطلعاتهم وآمالهم من أجل مخاطبة الجهات المعنية للوقوف على هذا الواقع وتصويب الاوضاع واعادة الحقوق الى اصحابها.
    نيسان ـ نشر في 2016/05/18 الساعة 00:00