أغرش وطنّش
نيسان ـ نشر في 2016/05/20 الساعة 00:00
يسألني العديد من الأصدقاء بين الفينة والأخرى :
ألا تخشى على نفسك؟ كيف لك أن تكتب في الخطوط الحمراء؟ وأسئلة كثيرة تطرح يتخللها النصائح بمبدأ (أغرش وطنّش) .
غالبا ما أضحك، ونادرا ما أصفن، وأنا أستمع اليهم.
أضحك، لأننا في القرن الواحد والعشرين، وهناك من يعتبر أن الحديث في هموم الوطن مخاطرة، وخطوطا حمراء.
وأصفن، لأننا ما زلنا حائرين في حريتنا، فلا نعرف هل نحن مقموعون أم ثائرون؟
أضحك، لأنني أعيش في هذا الوطن، ويوجعني آنينه، ويبكيني آلمه، ويقهرني استباحة حرماته.
وأصفن طويلا، وأفكر، هل أنا ناقم؟ هل أنا حاقد؟ هل ما أكتبه انعكاس لما أراه في وطني، أم أنني واهم مجنون؟
أضحك، وأضحك، وأضحك، لأنني لا أعرف غير هذا الوطن، أحبه وأهواه، وأحب مليكي.
أصفن، وأصفن، وأصفن. لماذا يحاسبونني ؟ هل أنا من خان الوطن؟
هل أنا من تزوج بأموال الفوسفات في لندن؟ هل أنا من ظهر اسمه في وثائق أوف شور؟ هل أنا من خالف القانون، وكذب في البيانات الجمركية، وأدخل البضاعة؛ لأن أباه وزير ؟ هل أنا من ترك المحاماة، وأصبح مستثمرا؛ لأن أباه رئيس حكومة؟ هل أنا من أصبح مستشارا في دار الرئاسة؛ لأن أباه نائب؟ هل أنا من تم تعديل الدستور لأجله؟ هل أنا من تسبب للشباب بانتظار الوظيفة عشرين عاما؟ هل أنا من تسبب بمشكلات الانتحار؟.
وأيضا، هل أنا من تسبب بالفساد الاخلاقي؟ هل أنا من عطّل مشروع الباص السريع؟ هل أنا من أخترع أكذوبة سيارة الكهرباء، التي تسير 400 كيلومترا بدينار؟ هل أنا من أخترع فكاهة تحويل النفايات إلى طاقة؟ هل أنا من رفع أسعار كل شيء، ثم قال: "إتقوا الله يا تجار في الأسعار" ؟ لماذا سيحاسبونني؟
أنا أحترم وطني، وأريده أجمل ما يكون، ولكنني أكره من في وطني يعبثون، وفي قصورهم يترفهون، وعلى مستقبلنا يدوسون. فلن أغرش، ولن أطنّش.
ألا تخشى على نفسك؟ كيف لك أن تكتب في الخطوط الحمراء؟ وأسئلة كثيرة تطرح يتخللها النصائح بمبدأ (أغرش وطنّش) .
غالبا ما أضحك، ونادرا ما أصفن، وأنا أستمع اليهم.
أضحك، لأننا في القرن الواحد والعشرين، وهناك من يعتبر أن الحديث في هموم الوطن مخاطرة، وخطوطا حمراء.
وأصفن، لأننا ما زلنا حائرين في حريتنا، فلا نعرف هل نحن مقموعون أم ثائرون؟
أضحك، لأنني أعيش في هذا الوطن، ويوجعني آنينه، ويبكيني آلمه، ويقهرني استباحة حرماته.
وأصفن طويلا، وأفكر، هل أنا ناقم؟ هل أنا حاقد؟ هل ما أكتبه انعكاس لما أراه في وطني، أم أنني واهم مجنون؟
أضحك، وأضحك، وأضحك، لأنني لا أعرف غير هذا الوطن، أحبه وأهواه، وأحب مليكي.
أصفن، وأصفن، وأصفن. لماذا يحاسبونني ؟ هل أنا من خان الوطن؟
هل أنا من تزوج بأموال الفوسفات في لندن؟ هل أنا من ظهر اسمه في وثائق أوف شور؟ هل أنا من خالف القانون، وكذب في البيانات الجمركية، وأدخل البضاعة؛ لأن أباه وزير ؟ هل أنا من ترك المحاماة، وأصبح مستثمرا؛ لأن أباه رئيس حكومة؟ هل أنا من أصبح مستشارا في دار الرئاسة؛ لأن أباه نائب؟ هل أنا من تم تعديل الدستور لأجله؟ هل أنا من تسبب للشباب بانتظار الوظيفة عشرين عاما؟ هل أنا من تسبب بمشكلات الانتحار؟.
وأيضا، هل أنا من تسبب بالفساد الاخلاقي؟ هل أنا من عطّل مشروع الباص السريع؟ هل أنا من أخترع أكذوبة سيارة الكهرباء، التي تسير 400 كيلومترا بدينار؟ هل أنا من أخترع فكاهة تحويل النفايات إلى طاقة؟ هل أنا من رفع أسعار كل شيء، ثم قال: "إتقوا الله يا تجار في الأسعار" ؟ لماذا سيحاسبونني؟
أنا أحترم وطني، وأريده أجمل ما يكون، ولكنني أكره من في وطني يعبثون، وفي قصورهم يترفهون، وعلى مستقبلنا يدوسون. فلن أغرش، ولن أطنّش.
نيسان ـ نشر في 2016/05/20 الساعة 00:00