فزعة العونة
نيسان ـ نشر في 2016/05/21 الساعة 00:00
بحكوا دايما عن فزعة اهل القرية ع حريق البيادر، بيادر قمح وشعير، تعب شهور، تعب زراعة وحراث، وتعب حصيدة، ومونة موسم كامل للقرية، ولعت فيها النار، بيادر بحجم جبال.
كانت فزعة، والفزعة ان الناس تتعاون بموسم الحصاد، فكانوا أهل القرية يتركوا محاصيلهم، ويساعدوا واحد فيهم لبين يخلص محصوله، ولما يخلصوا عنده يروحوا عند حدا ثاني، وهيك واحد بعد واحد، وبهالطريقة بوفروا جهد وتعب ووقت، وبحافظوا ع المحبة والالفة بينهم، هيك كانت حياة الفلاحين زمان.
فكانت البيادر اللي بتحترق بتعني كثير للكل، وبسولفوا الناس كيف كانوا يتعاملوا بالبيع والشرا، مش بالمصاري، كانوا يشتروا حاجياتهم الموسمية من المدينة، فكانوا يدفعوا بدل هالحاجيات، قمح وشعير.
البيادر بتحترق، وبتحترق معها قلوب الناس اسى وحسرة ع تعبهم، وديون بنطروا نهاية موسم البيادر ليسدوها.
البيادر مولعة فيها النار، والناس عارفين ان مستحيل تطفي، ومستحيل يظل منها اشي، غريزتهم كانت تدفعهم ليطفوها، واحترقت البيادر حتى التراب.
دبت الاقاويل ان فلان حرقها، وقامت هوشة جماعية بالشواعيب والعصي.
اتوقف من اتوقف، وانسجن من انسجن، وانجرح من انجرح، وتركت الحرب اثارها.
مع الوقت، اكتشفت الناس ان اللي حرق البيادر زلمة من قرية ثانية، معروف بالردية والخساسة، حرق البيادر ليعمل فتنة بين اهل القرية.
لكن مع الوقت اتعلمت الناس أن الفتنة بتحرق بلد وبلاد، والنفوس الخسيسة بكل مكان وزمان.
فهل من متعظ يا وطني؟؟
نيسان ـ نشر في 2016/05/21 الساعة 00:00