النواب يودعون (قبتهم) بوصمة عار لا تغتفر
نيسان ـ نشر في 2016/05/23 الساعة 00:00
كتب ابراهيم قبيلات... في الوقت الذي يسود فيه إحساس عام، ليس فقط لدى الشارع الأردني، بل أيضاً، لدى أعضاء مجلس النواب بدنو رحيلهم، فور الانتهاء من مشروع قانون الاستثمار، ينغصون على الأردنيين فرحتهم بذكرى استقلالهم، بعد أن تراجعوا عن استثناء إسرائيل من صندوق الاستثمار الأردني السيادي.
تراجع النواب عن قرارهم السابق في استثناء مؤسسات الاستثمار الاسرائيلية، من المساهمة في الشركات التي تؤسسها الصناديق السيادية العربية، ضاربين عرض الحائط هوى الأردنيين وموقفهم المعلن، تجاه دولة الكيان الإسرائيلي، فغدت صورة العمل النيابي برمته، مجرد فكرة عبثية.
بعد أيام، سنكون على موعد مع ذكرى عيد الاستقلال، وسيجلس السادة النواب في الصفوف الأولى، متلقين التهاني بهذه المناسبة، ثم يمتملل بعظهم قبل أن يستوي على المنصة ليقرأ خطبة بكامل أخطائها النحوية والمعرفية، فيما تحرص شاشة المملكة الرسمية على نقلها إلى المشاهدين الكرام.
"خطبة" تدور كلماتها حول اعتدادهم بالوطنية، ولن ينسوا أسماء الرعيل الأول الرباعية ممن قضوا دفاعاً عن الأرض والعرض (الأردنية والعربية)، ثم يقسمون بشرفهم بأنهم مشاريع استشهاديين فداءً للوطنية.
عن أي وطنية يتحدثون؟
ألم يتذكروا وهم يستثنون دولة الكيان الغاصب دماء الشهداء الأردنيين على أرض فلسطين؟ ودماء الاطفال والنساء والشباب من الفلسطينيين المرابطين في الأرض؟.
ثم كيف لنا أن نفهم تبجحات النواب "الوطنية"، في الوقت الذي يصرون به على مغادرة العبدلي بوصمة عار لا تغتفر.
بالعودة إلى حصاد سنوات العمل التشريعي والرقابي للنواب، تدرك أن عليك فهم السياق العام للمرحلة التي نعيشها، من دون أن تفرط في المنى.
حديث مقتضب مع النائب خليل عطية حول نهايات زملائه في المجلس انتهى بقول الرجل "معيب ما يحدث"، مساوياً بين خيارات استثناء الشركات الإسرائيلية من عدمه بالنظر إلى الموقف السعودي الرافض أصلاً العمل مع الشركات الإسرائيلية.
سنجد مبررات كثيرة إذا ما فتحنا الباب أما النواب، لكن أياً تكن المبررات فإن العودة عن استثناء إسرائيل من المساهمة في صندوق الاستثمار يعني مواصلة دس الرأس في الرمال.
بعد أيام سيدشن العشرات من النواب مقارهم النيابية بعبارات وطنية أيضاً؛ لينخرطوا مجدداً في تحضيرات للولائم والحلوى على نية استئناف المشوار النيابي، وسط مباركات مجتمعية، تعمل وفق أصول ومحددات (العمل بالقطعة).
نيسان ـ نشر في 2016/05/23 الساعة 00:00