مالذي يعنيه قرار (العمل الاسلامي ) دخول الانتخابات؟

د. عطا الله الحجايا
نيسان ـ نشر في 2016/06/13 الساعة 00:00
الهروب إلى الامام هو أقل مايمكن أن يوصف به قرار حزب جبهة العمل المشاركة في الانتخابات النيابية القادمة ، لقد وجد الحزب نفسه بين مطرقة الحكومة وسندان الانشقاق الاخواني ، وبقاؤه خارج الأطر الديموقراطية يعني انتهاءه سياسيا وتفسخ قواعده وقيادته بتأثير الانشقاق في الجماعة والتحجيم من قبل الحكومة؛ إذ إن المشاركة لم تكن نتيجة تفاهمات أو تنازلات من الحكومة فالقانون الذي أقرّه المجلس لن يعطيهم أكثر من 6-8 نواب في دوائر محدودة في عمان والزرقاء وإربد (في حال استطاعوا الاتفاق في إربد) وربما يحصلون على مقعد في الكرك أو في لواء ذيبان إن نجحت مساعيهم في خلق تحالف إخواني مع الحراك الاصلاحي، أما المحافظات الأخرى فالمقاعد محجوزة للتجمعات والتحالفات العشائرية . إذن المشاركة ستكون أشبه بالانتحار والمقاطعة ستكون موتا رحيما ، عمليا حزب جبهة العمل شاخ قبل الأوان والاحزاب التي يفكر اسلاميون (الجمعية أو مبادرة زمزم) بإنشائها لن تستطيع تمثيل القاعدة الاسلامية العريضة وستخفق إخفاقا مدويا في الانتخابات مالم تكن هناك أصابع تضبط الإيقاع. المنطق العقلي يعني أن يتقدم الحزب ببرنامج انتخابي يسحب البساط من تحت أقدام الذين يهدفون إلى إقصائهم وأبرز ملامح هذا البرنامج يجب أن تصب في فصل الدعوي عن السياسي في مقاربة مع ماقامت به حركة النهضة (سنعود لذلك مفصلا في مقالة أخرى) وأن يتضمن البرنامج مواقف لاتقبل التشكيك تجاه قضايا بعينها كالموقف من الدولة والعلاقة بحماس وقبول التعددية السياسية والمرأة وغيرها ...وأن يتوقفوا عن محاولة احتكار الحقيقة ويتخلّوا عن شعار (الاسلام هو الحل) .. فالاسلام هو الحل لكن في ايدي من؟
    نيسان ـ نشر في 2016/06/13 الساعة 00:00