المثقفون بين مطرقة الوعي وسندان التخلّف

د. عطا الله الحجايا
نيسان ـ نشر في 2016/07/17 الساعة 00:00
بين ماتعلّمه وآمن به ودعا إليه من قيم ومثل عليا ، وما سعى إليه من تقدم ، وبكل الوعي والطموح الذي ظلّ يحلم به يجد المثقف نفسه في مواجهة قيم القبيلة وعقلية العشيرة و(فزعة أبناء العمومة) والحرص على اسم العائلة المبجل مطلوبا منه أن يصوّت لمرشح القبيلة أو العشيرة أو العائلة ،أو أن يلتزم بمرشح التحالف الذي دعم مرشحهم في الدورة السابقة .
المثقفون الذين يدعون للديموقراطية ويحلمون بدولة المؤسسات ويطمحون بحكومات منتخبة يقفون في صف الأميين ومخاتير الحارات لينتخب من قررت عنه القبيلة أن ينتخبه .
من المألوف في ظل قوانين الاذعان الانتخابي أن ينتخب التقدمي رجعيا والمستنير ظلاميا والشيوعي رأسماليا ، والاسلامي حكوميا حتى النخاع.
ومن الطبيعي أن تجمع القبائل على من يستطيع أن (يضرب الباب برجله) لا من يقارع الحجة بالحجة .
ومن الطبيعي أن يدفع المجتمع ثمن خياراته بقوانين يضعها ملفقون ويوافق عليها أشباه الأميين .
من الطبيعي أن تتغول الحكومات على المجالس التي أفرزها المخاتير ووجهاء الحي وزوج الأربعة .
المثقفون الذين يقرون مايقرره أنصاف النمتعلمين وأشباه السياسيين عليهم أن يتوقفوا عن المطالبة بدولة المؤسسات ، وعليهم أن يستبدلوا شهاداتهم بشهادات (عدم فهم) .
في عقلية القطيع أن تسير الغنم خلف (المرياع) ...لكن المرياع يسير خلف الحمار....وفهمكم كفاية
    نيسان ـ نشر في 2016/07/17 الساعة 00:00