موسى المعايطة ..وزير حزبي يتخلى عن الأحزاب الصغيرة وينحاز للكبيرة

نيسان ـ نشر في 2016/07/18 الساعة 00:00
كتب محمد قبيلات
طلّ وزير الشؤون البرلمانية والسياسية، المهندس موسى المعايطة على الأردنيين عبر برنامج الاردن هذا المساء، الذي يبث عبر التلفزيون الاردني، وبجعبته شيء عن ضرورة ربط التمويل المالي للحزب بنتائج الانتخابات، شارحا ذلك بأن الاساس في الحزب هو المشاركة في الانتخابات والمشاركة بصناعة القرارات.
لا نعلم كيف ربط معالي الوزير ما توصل إليه من نتائج ومقدمات (المشاركة بالانتخابات والمشاركة بصناعة القرارات) و(ضرورة ربط التمويل المالي للحزب بنتائج الانتخابات)، وعلى أية أسس أصبح هذا الربط ضروريا.
ببساطة هذا يعني أنه يجب أن لا تكون هناك أحزاب صغيرة، أو أحزاب غير قادرة على الوصول للبرلمان، وبدل أن يوجه لها الدعم بوصفها مبادرات جديدة جديرة بالرعاية، يُحصر الدعم للأحزاب القوية الكبيرة التقليدية، وهذا يتنافى مع أساسية من أساسيات الديمقراطية والتي تحمي رأي الأقلية، لأن الأفكار التنويرية والتقدمية، على العموم، تبدأ على شكل رأي مجموعة مبادرة لا تشكل إلا أقلية من المجتمع.
ما يلفت النظر أن التوجهات الحكومية سعت على الدوام لتهميش العمل العمل الحزبي، وعدم تهيئة البيئة المناسبة لنمو الأحزاب، سواء الموالية أو المعارضة، وأكثر ما يؤشر إلى ذلك قوانين الانتخاب التي جرت على أساسها الانتخابات النيابية منذ 1989.
فكيف للعمل الحزبي أن يتجذر في الحياة الحزبية، وقانون الانتخاب لا يدعم القوائم الحزبية، بل انا صُغيت بما يضعف الأحزام ويحجب عنها سبل النجاح للوصل إلى البرلمان.
أيضا الطريقة التي تشكل بها الحكومة، فلا يدعم العمل الحزبي أكثر من أن تُشكل االحكومة برلمانيا، وهكذا وفي ظل وجود قانون انتخاب يدعم وصول الأحزاب إلى البرلمان؛ تتمكن هذه الأحزاب من تنفيذ برامجها من خلال التحالف فيما بينها لتشكيل حكومة شرعية تتبنى رؤى وطنية مدعومة باختيارات الشعب.
المهمة الأساسية الآن على طريق انجاز دولة القانون والمؤسسات هي التأسيس التشريعي الذي يعطي فرصة حقيقة لأكبر قطاعات من المشاركة في ادارة الدولة والتخطيط للمستقبل، وبهذا لا تتحمل جهة بعينها المسؤولية عن الأخطاء، وفي حال قرر المواطن أن يسلك طريق التغيير فإنه سيلجأ إلى ذلك، من خلال صناديق الاقتراع، ونتجنب بهذه الطريقة أية وسائل عنيفة للتغير.
وزير الشؤون البرلمانية والسياسية بمسماه الحالي أو القديم "وزير التنمية السياسية" يجب أن تكون مهمته دعم الأحزاب، ودعم الوسائل والسبل التي تخلق أحزابا جديدة قوية لا العكس.
    نيسان ـ نشر في 2016/07/18 الساعة 00:00