الغرايبة : نسبة النجاح بالتوجيهي ليست كارثية وتؤشر الى ضبط المشهد التعليمي

نيسان ـ نشر في 2016/07/26 الساعة 00:00
نسبة الراسبين مؤشر على الحزم الطلاب الوافدون من الخارج سيملأون مقاعد الجامعات الفارغة خمس جامعات تكفي الاردنيين يجب ان يتجه الطلاب الى الحرف والمهن حاورته كرستينا مراد ... اعتبر الكاتب والباحث بمركز الدراسات الاستراتيجية بالجامعة الاردنية, ابراهيم الغرايبة, أن نسبة النجاح بالثانوية العامة ليست كارثية، وبأنها مؤشر على حزم النظام التعليمي وعدم التساهل بالنجاح. وقال الغرايبة في حوار لصحيفة نيسان: علينا أن لا نقلق حيال جامعاتنا وطاقاتها الاستيعابية فليس من الجيد ان يكون عندنا 30 جامعة، خمس جامعات تكفي الاردنيين". وتاليا نص الحوار كيف تقرأ نتئج الثانوية العامة؟* الحديث عن ان الرسوب يرسل الطالب الى الشارع ليس دقيقا, وكل مجتمعات العالم تشهد نسب رسوب مرتفعة، فنسبة النجاح بالمغرب كانت عشرة بالمئة فقط, المطلوب من المواطن أن يصل الى التعليم الاساسي وان يحصل على مهارات الحياة الاساسية التي تساعده على العمل والحياة وبناء علاقة صحيحة مع نفسه ومع مجتمعه. وليس بالضرورة ان يذهب كل الطلاب الى الجامعات، فسوق العمل اساساً لايستوعب هذا العدد الكبير من خريجي الجامعات, واحتلت البطالة بين خريجي الجامعات النسبة الاعلى في تصنيف العاطلين عن العمل بين الجامعيين والحرفيين, الاصل ان يتجه الطالب بعد التعليم الاساسي نحو وجهات مختلفة احدها التعليم الاكاديمي من دون أن تقتصر عليه. وليس ضرورياً أن تكون مواصلة التعليم مباشرة وفورية بعد الثانوية العامة, هناك الكثيرون في مجتمعات العالم المختلفة يذهب بعد التعليم الاساسي الى سوق العمل حتى لو كان مقبولا في الجامعة وبعد فترة يكمل تعليمه . تقول النتائج أن 40% ممن تقدموا لاختبار التوجيهي نجحوا فقط..هل النتيجة صادمة؟* نسبة أربعين بالمئة ليست كارثية، هذا الامر بالذات لا يعيب النظام التعليمي مع ان عيوبه كثيرة, ويفهم منها جيداً ان هناك معايير يجب ان يلتزم بها الطلاب حتى ينجحوا , فعدم التساهل في النجاح شيء جيد يحسب للنظام التعليمي الذي يجب أن يكون حازماً ولا يتساهل بالنجاح. هل نجح وزير التربية بضبط مسيرة امتحان التوجيهي؟* بالنسبة للمعايير الشكلية والمؤسسية وادواتها؛ كضبط الغش بالامتحان، والمراقبة والتصحيح نجح اجل. نسبة النجاح المعلنة تقرأ بشكل ايجابي للنظام التعليمي، وهي مكسب جيد يؤشر على الحزم وعدم التساهل بالنجاح, فليس من دواعي الاعتزاز أن تكون اعداد الطلاب الحاصلين على معدل 99 كبيرة. تؤشر الارقام الى فشل 100 الف طالب سنويا بالتوجيهي.. ماذا تقترح على وزارة التربية حيال هذا الرقم المرعب؟* الرقم ليس مرعباً وليس مقلقا بل على العكس هو اسلوب تعليمي واداري واجتماعي يجب ان نلتزم به دائماً, حيث يجب ان لا ينجح الا من يستحق النجاح, كما على الطلاب أن يتجهوا نحو وجهات كثيرة غير التعليم الاكاديمي كالعمل بحرف ومهن وعمل حر ومصالح اخرى سوقها واسع وناجح ويسيطر عليها حاليا الوافدون, فلماذا لا يتجه الشباب الى الحرف؟. يجب علينا دفع الطلاب والاجيال الى العمل الحر والمهن الحرفية المختلفة, كما يجب ان يكون النظام التعليمي حازما ولا خيار له غير ذلك, فلا ينجح الا من يستحق النجاح, وطلاب الجامعات يجب ان لا ينجحوا ايضا الا بجدارة. واذا أردنا رفع كفاءة التعليم وكفاءة الخريجين كي ينافسوا جيدا بسوق العمل, علينا أن نمكنهم لغويا ومهنيا وعلميا لان عولمة السوق جعلت المافسة اصعب. وسعت الجامعات الحكومية والخاصة من طاقتها الاستيعابية كثيراً في حين لم ينجح إلا حوالي 33 الفا.. كيف ستملأ الجامعات مقاعدها الفارغة؟* سنفترض قدوم طلاب وافدين من الخارج او من المواطنين المغتربين . كما علينا أن لا نقلق حيال جامعاتنا وطاقاتها الاستيعابية فليس من الجيد ان يكون عندنا 30 جامعة، خمس جامعات تكفي الاردنيين ولسنا بحاجة الى هذا العدد اصلا, اذ يجب ان يتفق عدد خريجي الجامعات مع السوق المحلي لأن الهجرة لاجل العمل ليست ظاهرة ايجابية ولا نفتخر بها, فالدولة تنفق الكثير على الطالب حتى يتعلم، ثم يذهب ليعمل بالخارج ليكون بذلك خسارة كبيرة لوطنه وأسرته, فالمؤسسات الخليجية على سبيل المثال تختار النخبة وافضل مخرجات التعليم لدينا.
    نيسان ـ نشر في 2016/07/26 الساعة 00:00