الفنان شريف الزعبي إذ يرثي عمه الكابتن خالد
نيسان ـ نشر في 2016/08/19 الساعة 00:00
يا وجعي النازف..
لا أزال هناك في معهد الإعلام الأردني، لعلي أراوغ الوقت، فأنجح في تعطيل مسيرة الزمن أو كأنني لأ أريده أن يمضي.
يا ألله أين سأذهب بكل هذا الفقد والوجع؟
الكابتن يرحل ويتركنا وسط كل هذا الضجيج، لكنني ممسك بالامس والأمس فقط، من يدري لعلني أسلي النفس فتنسى.
حين انهيتُ محاضرة "التقارير الصحافية المتخصصة " و انطلقتُ كالعادة مع زميلي هاني من مبنى الجامعة متوجهين الى منازلنا، لكنني ضبطت اتجاهنا على بوصلة قلبي، فأوصلني إلرى مستشفى الجاردنز، حيث عمي يتماثل للشفاء.
ما أصعب أن نكتب عمن نحن، لكننا نكتب مدفوعين بالحنين، وأنين الذاكرة، وسلسلة من المحبة أواصل حملها على كتفي، كلما تعب القلب، وأراد نبضه.
في ذلك اليوم أُخبرتُ بأن عمي الكابتن خالد قد جاء الى الاردن عائدا من الامارات بعد وعكة صحية ألمت به، وهو حاليا في مستشفى الجاردنز يتلقى و يستكمل العلاج ، فاستأذنت صديقي هاني ان يغير الوجهة من منزلي الى المستشفى، وهو ما تم، وحين صعِدتُ للطابق الرابع، و دخلتُ الغرفة ورأيتهُ غافلته بقبلة على جبينه.
أتدرون لماذا أقبله؟
لأنه الإنسان ولإنه الصديق ولإنه يتوشح بالمحبة وينثر أريجها أينما ارتحل.
نعم، رأيتُ الابتسامة ذاتها في العينين العريضتين و "قرصة" في خصري التي اعتدت عليها من صغري .. قلتُ في نفسي "عمي كويس " لكني استعجلت القراءة.
نظرتُ حوّلي فوجدتُ ابنتي العم و عمي د.عمر الزعبي الذي أشبهُهُ شكلا و مضموننا و جلسنا الكثير من الوقت و تحدثنا و ضحكنا، و يا الله ما أصعب الضحكة عليك يا ابا زيد بسبب مرضك، حتى سلطة الفواكه انتقيت حبات الفراولة وعمي عمر يضحك وانت تضحك بحثاً عنها بين زميلاتها من الفاكهة في الصحن.
اخبرتُكَ ان جاهتي قد اقتربت و اريدك في المقدمة بجانب حبيبك و رفيقَ دربك ابي و قلت لي "سأكون موجود" ، "اعطيتك بوستين" واحدة على الخد حتى اطمنئك .. وواحدة على الجبين لأودعك.
خرجتُ من عندك ووصلتَ يوم خطبتي و جلست بجابني و ابي طلب العروس، و انت باسط فكيك فرحا بيننا، بين اخوتك وابناء اخوتك، روحا ترقص بين ثنايات الحديث . غادرتَ في ذلك اليوم .. ولم اعلم انه اليوم الاخير الذي اراك فيه. اليوم ها أنا أُرثيك يا عماه:
بسمك اللهم خالدا فارحمه
هذا الخالد كان قلبا يتحرك
انسان اراد الحكمة فأخذها
اراد الحب فحصل عليه
اراد القوة فكان لها
آثرت الناس على نفسك
آثرت الحياة على نفسك
فأحبك الجميع و الجميع هنا
من تراب الارض الى خالقها
الرمثا لا تجتمع عادة
لكنها اجتمعت في جنازتك
قد وحدت القلوب قبل الدروب
فمشى خلفك كل قلب اصيل
جمعت السياسي و الحزبي
و كل من وطىء الثرى
لخصت الاردن في لحظة
ذكراك خالد في القلوب باقية
ندعو لك بعيون ساهرة
و تقف احتراما محنيي الهامات وجعا واحتراما
انت حي بين القلوب و العقول
أيا خالدا .. تخلدت في القلب
فالجرح جرح هذا الزمن
و فراقك لن ينساه زمن
لا أزال هناك في معهد الإعلام الأردني، لعلي أراوغ الوقت، فأنجح في تعطيل مسيرة الزمن أو كأنني لأ أريده أن يمضي.
يا ألله أين سأذهب بكل هذا الفقد والوجع؟
الكابتن يرحل ويتركنا وسط كل هذا الضجيج، لكنني ممسك بالامس والأمس فقط، من يدري لعلني أسلي النفس فتنسى.
حين انهيتُ محاضرة "التقارير الصحافية المتخصصة " و انطلقتُ كالعادة مع زميلي هاني من مبنى الجامعة متوجهين الى منازلنا، لكنني ضبطت اتجاهنا على بوصلة قلبي، فأوصلني إلرى مستشفى الجاردنز، حيث عمي يتماثل للشفاء.
ما أصعب أن نكتب عمن نحن، لكننا نكتب مدفوعين بالحنين، وأنين الذاكرة، وسلسلة من المحبة أواصل حملها على كتفي، كلما تعب القلب، وأراد نبضه.
في ذلك اليوم أُخبرتُ بأن عمي الكابتن خالد قد جاء الى الاردن عائدا من الامارات بعد وعكة صحية ألمت به، وهو حاليا في مستشفى الجاردنز يتلقى و يستكمل العلاج ، فاستأذنت صديقي هاني ان يغير الوجهة من منزلي الى المستشفى، وهو ما تم، وحين صعِدتُ للطابق الرابع، و دخلتُ الغرفة ورأيتهُ غافلته بقبلة على جبينه.
أتدرون لماذا أقبله؟
لأنه الإنسان ولإنه الصديق ولإنه يتوشح بالمحبة وينثر أريجها أينما ارتحل.
نعم، رأيتُ الابتسامة ذاتها في العينين العريضتين و "قرصة" في خصري التي اعتدت عليها من صغري .. قلتُ في نفسي "عمي كويس " لكني استعجلت القراءة.
نظرتُ حوّلي فوجدتُ ابنتي العم و عمي د.عمر الزعبي الذي أشبهُهُ شكلا و مضموننا و جلسنا الكثير من الوقت و تحدثنا و ضحكنا، و يا الله ما أصعب الضحكة عليك يا ابا زيد بسبب مرضك، حتى سلطة الفواكه انتقيت حبات الفراولة وعمي عمر يضحك وانت تضحك بحثاً عنها بين زميلاتها من الفاكهة في الصحن.
اخبرتُكَ ان جاهتي قد اقتربت و اريدك في المقدمة بجانب حبيبك و رفيقَ دربك ابي و قلت لي "سأكون موجود" ، "اعطيتك بوستين" واحدة على الخد حتى اطمنئك .. وواحدة على الجبين لأودعك.
خرجتُ من عندك ووصلتَ يوم خطبتي و جلست بجابني و ابي طلب العروس، و انت باسط فكيك فرحا بيننا، بين اخوتك وابناء اخوتك، روحا ترقص بين ثنايات الحديث . غادرتَ في ذلك اليوم .. ولم اعلم انه اليوم الاخير الذي اراك فيه. اليوم ها أنا أُرثيك يا عماه:
بسمك اللهم خالدا فارحمه
هذا الخالد كان قلبا يتحرك
انسان اراد الحكمة فأخذها
اراد الحب فحصل عليه
اراد القوة فكان لها
آثرت الناس على نفسك
آثرت الحياة على نفسك
فأحبك الجميع و الجميع هنا
من تراب الارض الى خالقها
الرمثا لا تجتمع عادة
لكنها اجتمعت في جنازتك
قد وحدت القلوب قبل الدروب
فمشى خلفك كل قلب اصيل
جمعت السياسي و الحزبي
و كل من وطىء الثرى
لخصت الاردن في لحظة
ذكراك خالد في القلوب باقية
ندعو لك بعيون ساهرة
و تقف احتراما محنيي الهامات وجعا واحتراما
انت حي بين القلوب و العقول
أيا خالدا .. تخلدت في القلب
فالجرح جرح هذا الزمن
و فراقك لن ينساه زمن
نيسان ـ نشر في 2016/08/19 الساعة 00:00