أنور مالك: لولا السعودية لـ (خرّبت) إيران الدول العربية من الداخل.. وسنلاحق جرائم نظام (الملالي)
نيسان ـ نشر في 2016/08/21 الساعة 00:00
- لم أشبّه الجامعة العربية بـ"الزريبة".. ولم أُسْرِف في نقد الغرب وديمقراطيته.. ولو تعود بي الأمور ما انسحبتُ من بعثة المراقبين في سوريا.
- "القاعدة" دعمتها طهران لضرب أمن السعودية.. والمخابرات الإيرانية نجحت في صناعة بعبع "داعش" الإرهابي.
- أدعياء الليبرالية العرب يزعمون أنهم يدافعون عن حقوق المرأة؛ لكنهم يطعنون في المحجبات.
- الإرهاب الذي يضرب العواصم الأوروبية تأثيره السلبي على المسلمين ويؤدي للعنصرية موجة الكراهية.
- بعض مستخدمي مواقع التواصل شُغْلُهُم الشاغل السياسة والصراعات والتراشق بالتهم وملاحقة أعراض الناس.
- تخفيض العقوبات على المتهمين بالهجوم على سفارة السعودية تصرّف غير أخلاقي.
- قتل الأئمة في المساجد وذبح الرهبان في الكنائس كارثة.. والقادم أسوأ بكثير.
- الحروب "النجسة" والتقسيم إلى "كنتونات" ضعيفة تخضع للولي الفقيه هو المشروع الإيراني للعالم الإسلامي.
يقول رئيس المرصد الدولي لتوثيق وملاحقة جرائم إيران، الباحث السياسي، والمراقب الدولي لحقوق الإنسان، وعضو بعثة المراقبين العرب في سوريا سابقاً، أنور مالك: "نلاحق جرائم نظام الملالي، والانتهاكات الإيرانية في مختلف المناطق، والصعوبة التي تواجهنا في التوثيق التي يجب أن يعتمد على معايير معينة تتعلق بمصداقيتها أمام المحاكم الدولية، والاعتماد على الشهود والضحايا والصور الموثقة للحدث".
وأكّد في حواره مع "سبق" أن السعودية تقوم بدور كبير في المنطقة، ولولاها لَحَقّق ملالي طهران تمددهم منذ سنوات في كل العالم العربي و"خربوها"؛ ولذلك من الطبيعي أن تتعرض السعودية لهذه الحملات والهجمات الإعلامية؛ وخاصة أن اللوبي الإيراني نافذ في مختلف وسائل الإعلام بفضل اللوبي الصهيوني الذي يَتَماهى مع مشروع الخميني؛ لأنه يخدم مصالحه؛ مشيراً إلى أن قتل الأئمة في المساجد، وذبح الرهبان في الكنائس، دليل على أن القادم أسوأ بكثير. وأن القاعدة دعمتها طهران لضرب أمن السعودية والمخابرات الإيرانية نجحت في صناعة بعبع "داعش" الإرهابي. وأن بعض مستخدمي مواقع التواصل شغلهم الشاغل السياسة، والصراعات، والتراشق بالتهم، وملاحقة أعراض الناس وهي أوبئة خطيرة جداً.
وأوضح أن التعليم هو الأساس والطريق والغاية في بناء مجتمعات متحضرة؛ فالدول الغربية تهتم بالتعليم أكثر من كل شيء؛ فإن كانت المدرسة لها منظومة تربوية راقية فسوف يكون هؤلاء في قمة تحضرهم.
وقال: "أتمنى لو تعود بي الأمور إلى عام 2012م عندما كنت ضمن بعثة المراقبين العرب في سوريا حينها لن أنسحب؛ بل إنني سأنظم للمظاهرات الشعبية، وأبقى معتصماً هناك لأطالب بحل الأزمة قبل أن تتعقد أمورها وتلتهم مئات الآلاف من الضحايا الأبرياء". ويتناول الحوار عدداً من المحاور والشؤون السياسية؛ فإلى تفاصيل الحوار..
** كرئيس للمرصد الدولي لتوثيق وملاحقة جرائم إيران، على ماذا تعتمدون في جمع المعلومات ورصد الانتهاكات الإيرانية، وتوثيقها من أجل تقديمها للمحاكم الدولية؟؟
جمع المعلومات يعتمد على مصادر كثيرة منها الصحافية، ومواقع التواصل، والعلاقات الخاصة في داخل إيران وخارجها، والناشطين الحقوقيين؛ خصوصاً الموجودين في المناطق المعنية التي نلاحق فيها جرائم نظام الملالي في إيران؛ ولكن الصعوبة في التوثيق الذي يجب أن يعتمد على معايير معينة تتعلق بمصداقيتها أمام المحاكم الدولية، وهذا الجانب هو المعقد كثيراً، ونحن نحاول الاعتماد على الشهود والضحايا والصور الموثقة للحدث، وطبعاً كل ذلك يحتاج إلى وقت طويل وجهود مكثفة؛ الأمر ليس بالهين فهو يحتاج إلى إمكانيات ضخمة، وقوة على كل الأصعدة؛ فمواجهة الدولة الإيرانية على المستوى الحقوقي معقد، وصعب وفيه عراقيل كثيرة، ليس المجال لبسطها؛ لكن نحمد الله تعالى أننا في طريق سليم؛ فنحن لم نظلم إيران ولا نفترِ عليها ولا نصفي حسابات سياسية أو قومية أو أيديولوجية معها، كل ما عندنا هو الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها السلطات الإيرانية داخل جغرافيتها أو في المناطق المتنازع عليها أو الأخرى التي تريد شعوبها تقرير مصيرها، أو في دول تمددت إليها عبر مشروعها التخريبي، وهذا الذي نشاهده في سوريا والعراق، واليمن، ولبنان وغيرها.
** لك مقولة شهيرة في عام 2012م عندما كنتَ ضمن بعثة المراقبين العرب في سوريا، قلت: "انسحبت حتى لا أكون شبيحاً جزائرياً لذبح السوريين"، ما كانت دواعي انسحابك آنذاك، وماذا رأيت من مآسٍ؟ وهل لو عادت بك الأمور ستتخذ نفس القرار؟
سأجيبك "من الآخر"، لو تعود بي الأمور إلى تلك الفترة ما انسحبتُ؛ بل إنني سأنظم للمظاهرات الشعبية، وأبقى معتصماً هناك لأطالب بحل الأزمة قبل أن تتعقد أمورها، وتلتهم مئات الآلاف من الضحايا الأبرياء. وبالنسبة للمآسي فهي كثيرة، وتتلخص في أمر واحد أن حمص التي كنت فيها كان يجب أن تعلن مدينة منكوبة في ذلك الوقت بسبب جرائم النظام السوري فيها، وهذا يكفي دلالة على حجم الجرائم التي وصلت لحد سلخ جلود المعتقلين حد الموت؛ كما حدث للمواطن عبدالكريم الدرويش الذي تَسَلّمنا جثته، وعليها آثار التعذيب الفظيع جداً، ونماذج كثيرة وقفنا عليها لا يسعنا المقام لبسطها. أما دواعي انسحابي فقد تحدثت عنها كثيراً، وألّفت كِتَاباً سَمَّيْتُهُ "ثورة أمة" صدر عن العبيكان في المملكة العربية السعودية، وفيه التفاصيل الدقيقة عن كل لحظة عايشتُها في سوريا كمراقب.
** تتعرض السعودية حالياً لهجمات إعلامية مستمرة لها خلفياتها وأهدافها.. كيف يمكن التعامل مع هذه الحملات المغرضة؟
السعودية تقوم بدور كبير في المنطقة فلولاها -بعد الله سبحانه وتعالى- لحقق ملالي إيران تمددهم منذ سنوات في كل العالم العربي، ولذلك من الطبيعي أن تتعرض لهذه الحملات والهجمات الإعلامية، وخاصة أن اللوبي الإيراني نافذ في مختلف وسائل الإعلام، وهذا بفضل اللوبي الصهيوني الذي يتماهى مع مشروع الخميني؛ لأنه يخدم مصالحه التي تنجح مع تخريب الدول العربية من داخلها. النفوذ الإيراني لم يقتصر على الغرب أو إعلام يعادي المملكة؛ بل للأسف تعمق حتى في مؤسسات إعلامية محسوبة عليها، وهذا الذي تَنَبَّهَت له -بلا أدنى شك- القيادة السعودية، وأعتقد أنها لن تتجاهل هذا الأمر الخطير، وستعمل على تنظيف هذه المؤسسات من النفوذ المعادي لها.
** لماذا يراك البعض تُسرف كثيراً في نقد الغرب، وديمقراطية الغرب، وحضارة الغرب، وتُضَخّم تآمرهم على العالم الإسلامي؟
أنا أعيش في الغرب منذ سنوات طويلة، وأعرف عن الغرب أكثر مما يعرفه الكثيرون، وبحكم متابعتي لشبكات التواصل الاجتماعي وجدتُ أن أبناء جلدتنا يسرفون في انبهارهم بالغرب، وهذا الإسراف أدى إلى صناعة القابلية للذوبان؛ وبهذا يضيعون هويتهم، ووطنيتهم، وقيمهم التي هي من أرقى القيم التي عرفتها الإنسانية؛ لذلك أردت أن أحدّثهم عن هذا الغرب الذي ينبهرون به ولا يعرفونه جيداً من داخله؛ فحقيقة أن الدول الغربية نجحت في صناعة كيانات قوية من داخلها بسبب القانون والعدالة والعلوم والتكنولوجيا؛ ولكن في الوقت نفسه فالمجتمعات الغربية تعاني من التفكك الداخلي الذي لو تنجح أوطاننا في الاستقرار لبانت عيوبها؛ فالغرب لم يتقدم بنظريات الليبرالية؛ بل بقيم الحرية والمساواة والعدالة بين أبناء الوطن الواحد، وهذه موجودة في قيمنا الإسلامية بأرقى صورها؛ لذلك لسنا في حاجة أن نستورد ليبرالية الغرب حتى نحقق العدالة والمساواة والحرية.
** غردت على حسابك في "تويتر" قائلاً: "افتح مدرسةً وضَعْ عليها معلماً مخلصاً، وادعمه بمنظومة تربوية ناجعة؛ فستحقق لك من الأمان ما لن تحققه مئات الثكنات وعشرات السجون والآلاف من رجال الأمن". ألهذه الدرجة يبني التعليم مجتمعاً متحضراً، ومستقبلاً ناجحاً للدول؟
طبعاً فالتعليم هو الأساس والطريق والغاية في بناء مجتمعات متحضرة؛ فالدول الغربية تهتم بالتعليم أكثر من كل شيء؛ فالمدرسة يتخرج منها الطبيب والفلاح والعسكري والشرطي والوزير والرئيس والتاجر والسائق والبائع والحلاق وغيرهم؛ فإن كانت المدرسة لها منظومة تربوية راقية فسوف يكون هؤلاء في قمة تحضرهم ويؤدون واجبهم برقيّ وعلم وأمانة، وإن كانت المنظومة فاسدة والمدرسة منهارة فإنها لن تصنع لنا الإنسان السوي الذي نعول عليه في بناء الدولة.
** تداولت القنوات الفضائية، ومواقع التواصل الاجتماعي قبل أيام خبر تدمير السلطات الإيرانية 100 ألف طبق لاقط للبث التلفزيوني بالأقمار الاصطناعية.. ألهذه الدرجة يرعب الإعلام نظام الملالي؟
نظام الملالي يخاف من ثلاثة أمور أساسية وهي العلماء والإعلام والعلوم؛ لذلك نراه يحارب العلماء من خلال تشويههم وتصنيفهم في دوائر مذهبية حتى يتسنى له التغلغل الديني بين المسلمين، كما أنه يحارب الإعلام وخاصة الموجّه نحو الداخل الإيراني؛ لأنه يفضح فساد منظومة الملالي ويحرر الإيرانيين من هيمنة رجال الدين الذين يتسلطون بتقديس أنفسهم عبر استغلال نصوص دينية وفتاوى تلوي أعناقها حسب مصالحهم، وتوجد أكثر من 40 قناة شيعية ناطقة بالعربية وموجهة للعالم العربي، وأيضاً تشتري ذمم مؤسسات إعلامية أخرى تخدم أجندتها؛ أما العلوم فنجد إيران تسارع نحو استيراد التكنولوجيات وكسب القدرة على التصنيع في كل المجالات سواء كانت عسكرية أو غيرها، ولهذا تعمل على أن تتفوق على كل الدول العربية والإسلامية وتبقى هي رائدة في هذا المجال العلمي، لهذا على الذين يحاربون مشروع إيران أن يعتمدوا على ثلاثية العلماء والإعلام والعلوم وفق خطة ناضجة وواعدة ومضادة.
** إلى أي مدى تقف إيران وراء جميع العمليات الإرهابية بالعالم، وأنه لا توجد عملية إرهابية تستهدف أي دولة إلا وتوجد بصمات الحرس الثوري الإيراني عليها؛ كما تقول؟
دائماً أؤكد أن مشروع إيران الذي ترغب في تصديره للعالم الإسلامي يبدأ بتخريب الدول العربية عبر حروب نجسة، ثم بعدها تقسيمها إلى كنتونات ضعيفة تخضع كلها للولي الفقيه في طهران؛ سواء عبر الأيديولوجية الشيعية أو الخضوع الذي يفرضه الضعف؛ ولذلك فالمرحلة التي نعيشها الآن هي مرحلة التخريب والتدمير الداخلي لكيانات هذه الدول؛ ولهذا صرنا نرى ما يفعل الملالي في سوريا والعراق واليمن ولبنان، وما يريدون فعله في دول خليجية، ووصل الأمر بهم للتمدد في دول المغرب العربي. إلى جانب ميليشيات إيران الطائفية المتواجدة في عدة دول عربية، وتوجد تنظيمات مَوّلتها ودعمتها طهران؛ مثل القاعدة التي كان الهدف منها ضرب أمن السعودية؛ ولكن مع سقوط هذا التنظيم، نجحت المخابرات الإيرانية في صناعة بعبع "داعش" الذي كان مجرد تنظيم ضعيف في العراق، ومع الثورة السورية احتاج النظام السوري إلى بعبع الإرهاب حتى يستعمله في قهر الثورة وتدميرها تمثل في داعش الإرهابي.
** الإرهاب يضرب في مختلف العواصم الأوروبية، والولايات المتحدة الأمريكية، والمتهم هو الإسلام والمسلمين. إلى ماذا سيفضي ذلك على الجاليات المسلمة هناك؟
بلا أدنى شك أن الإرهاب الذي يطال العواصم الأوروبية سيكون له تأثيره السلبي على المسلمين، ويؤدي إلى تصاعد قوة اليمين المتطرف وانتشار العنصرية تجاه المسلم المنحدر من أصول عربية خاصة. يجب أن نفهم معادلة أن موجة الكراهية يساهم فيها الإعلام الذي يقوم بتوجيه أصابع الاتهام نحو الإسلام مع كل عملية إرهابية، واللوبي الصهيوني يهيمن على المؤسسات الإعلامية الكبرى في الغرب؛ لذلك نؤكد أن هذه العمليات تصب في صالح جهات تتخوف من تصاعد الإسلام في الغرب، وتزايد عدد المسلمين بسبب التكاثر أو بدخول الغربيين في الدين الإسلامي. سيؤدي هذا إلى التضييق على المؤسسات الدعوية والخيرية، وستكون محل متابعات قد يصل إلى غلقها بمجرد شبهة الإرهاب، وهذا كله يخدم المتطرفين الغربيين الذين يرافعون في السنوات الأخيرة ضد أسلمة أوروبا.
** لماذا أغلب مستخدمي "تويتر" ومواقع التواصل الاجتماعي العرب لا هَمّ لهم إلا الخوض في الأمور السياسية، والتراشق بينهم، وملاحقة أعراض الناس؟
الواقع الذي تعيشه المنطقة جعلت الرأي العام يجد متنفساً في مواقع التواصل الاجتماعي، وصار شغله الشاغل السياسة والصراعات بين القوى المختلفة؛ في حين أن عكس ذلك تماماً في الغرب؛ فأنا أتابع مواقع التواصل بلغات مختلفة وأجد الغربيين يستعملونها في إطار ما يخدم حياتهم؛ فهذا طبيب يهتم بالطب، والإعلامي همه توسيع شبكة علاقاته، والطالب الجامعي يريد من خلال حسابه في "تويتر" و"الفيسبوك" أن يصنع علاقات تساعده في مشواره المهني. وطبعاً السبب هو الاستقرار الذي تعرفه الدول الغربية، وعدم انشغال المواطن الغربي بمشاكل غيره. أما بالنسبة للتراشق وملاحقة أعراض الناس فهي أوبئة خطيرة جداً تعكس صورة الواقع الاجتماعي الذي نعيشه في العالم العربي؛ فغياب الوازع الأخلاقي هو الذي يقف وراء دفع أحدهم لفتح حساب باسم مستعار، ويطعن من خلاله في هذا أو ذاك.
** قتل أئمة بالمساجد، وذبح الرهبان في الكنائس؛ هل يشير ذلك إلى أن القادم أسوأ على الكل؟
بالتأكيد إنها كارثة عندما يصل الحال إلى قتل الأئمة في المساجد وذبح الرهبان في الكنائس؛ فقد كانت المساجد والكنائس والمعابد هي الأمان للخائفين على حياتهم في عز الحروب التي عرفتها البشرية من قبلُ، والآن للأسف صار الإمام يُطعن في محرابه، والمسجد يُهدم بالصواريخ، والراهب يُذبح أثناء قداسه، والكنيسة تُستهدف بأحزمة ناسفة. هذا مؤشر على أن القادم أسوأ بكثير؛ فالعالم تَحَوّل لقرية صغيرة ولا يمكن لجريمة أن تلتزم بحدود جغرافية؛ فالإرهاب الذي رأيناه في الشرق سيصل للغرب ويكبر تدريجياً، ولهذا يجب على العالم أن يتحرك بروح مسؤولة ووحدة لمواجهة أي خطر يمس حياة البشر.
** بعد صدور كتابك "أسرار الشيعة والإرهاب في الجزائر".. سارعت السفارة الإيرانية في الجزائر إلى تكذيب ما جاء فيه.. ما الذي لا يريد نظام الملالي كشفه عن ممارساتهم المشبوهة في الجزائر؟
الملالي لا يريدون أن ينكشف دورهم في الحرب التي عاشتها الجزائر خلال مرحلة التسعينيات، وقد كانت تراهن على التسويق لأطروحة أن الجماعات الإرهابية التي ذبحت المواطنين وبقرت بطون الحوامل ونحرت الرضع؛ ولكن لما بحثت في القضية وجدت أن الجماعات الإرهابية توجهت إلى حربها الشاملة على الشعب الجزائري عندما سيطر عليها متشيعون تدربوا في معاقل "حزب الله" وثكنات الحرس الثوري وبالتحالف مع تكفيريين آخرين يقاسمونهم الغايات نفسها.
** نُقل عن مصادر في القضاء الإيراني أنه تم تخفيض العقوبات على المتهمين بالهجوم على مقر السفارة السعودية، وقنصليتها في إيران عمداً لتتناسب مع عداء طهران للرياض.. ماذا تفهم من ذلك؟
تخفيض العقوبات على المتهمين بالهجوم على سفارة المملكة العربية السعودية؛ هذا تصرف غير أخلاقي، ويدل على أن الذين يحكمون إيران ليسوا من طينة رجال دولة؛ بل عصابة تتكون من المجرمين والإرهابيين. ونتوقع أكثر من ذلك؛ فما حدث لمقر السفارة كان بتحريك من أجهزة الحرس الثوري؛ لذلك سيتم تخفيف العقوبات الشكلية على المتهمين، الذين قاموا بمهمة أُوكلت إليهم فقط، لو تتم محاكمتهم من طرف جهات دولية حيادية سينكشف الكثير، وينفضح أمر الملالي أكثر.
** هل يليق بباحث سياسي مرموق مثلك أن يقول عن الجامعة العربية: "عندما أتابع مجريات قمم جامعة الدول العربية أتعجب حد السخط من كيان صنعوه منذ 71 عاماً، وما زال على الحالة نفسها؛ فحتى زرائب الدواب تطورت وتغيرت"؟
هناك فهم خاطئ لتغريدتي هذه؛ فأنا لم أشبّه الجامعة العربية بأنها "زريبة"، ولا من فيها بأنهم دواب، حاشا لله؛ فليس من أخلاقي ذلك، كما أنه يوجد في الجامعة مَن نحترمهم، وآخرون نختلف معهم؛ لكن لن يصل الحد لدرجة إهانتهم بهذه الصورة التي لا تليق بي ولا بغيري.
التشبيه أقصد به أن الجامعة العربية وهي هيئة لها مقامها الرفيع تأسست في الأربعينات، وليومنا هذا لم تتغير؛ في حين أن أبسط شيء في العالم العربي وهي زرائب المواشي والدواب تغيرت وتبدلت وتطورت؛ فميثاقها الذي لم تتم مراجعته وتجديده حسب مقتضيات المرحلة، وأشياء أخرى تتعلق بتسيير هذه الهيئة التي نحتاج إليها وخصوصاً في هذه الظروف التي تتخبط فيها المنطقة العربية.
** هل فعلاً يراد لمنطقتنا أن يتم تفتيتها إلى دويلات صغيرة جداً بعضها تخضع للوصاية الإسرائيلية، وأخرى تحت الوصاية الإيرانية، وما تبقّى يكون تحت الوصاية الغربية؟
هذا بالتأكيد ما يجري العمل عليه تدريجياً، وإن فشل مشروع التفتيت في سوريا فهذا يعني تأجيله وسيطول أمره؛ لكن إن نجح ذلك -لا قدر الله- فستكون المنطقة على موعد مع موجات تفتيتية لن تستثني أحداً، وسيصل مداها حتى إلى دول المغرب العربي.
** ما هو مستقبل تنظيم "داعش" الإرهابي"؟
تنظيم "داعش" الإرهابي طبعاً ليس له مستقبل أبداً، ومن يرى عكس ذلك فهو واهم لمنتهى الغباء؛ فقد عشنا تجارب سابقة مع تنظيمات دموية من الجماعة المصرية إلى "الجماعة الإسلامية المسلحة" في الجزائر المعروفة اختصارا بـ"الجيا"، ثم القاعدة، وكلها انتهت ولم تحقق شيئاً؛ فالجريمة لا تصنع مستقبلاً. والأمر نفسه سنعيشه مع "داعش"؛ لكن أتمنى أن لا ينتهي ببروز تنظيمات أخرى أكثر تطرفاً ووحشية.
** الليبرالجيون العرب، مثقفو الصدفة، ليبراليون حسب الطلب، جهلة ومخدوعون.. إلخ.. لمن توجه كل هذه الألقاب في تغريداتك ومقالاتك؟
الألقاب واضحة من معانيها وأوجهها لكل مَن تَحَوّل إلى مِعول هدم لقيم وطنه وأمته.. الليبرالجيون هم أدعياء الليبرالية الذين يريدونها على مقاساتهم فقط؛ فهم يدّعون الديمقراطية؛ ولكنها إن أدت لفوز خصومهم من الإسلاميين يرتمون في أحضان الانقلابات العسكرية. وأيضاً يزعمون أنهم يدافعون عن حقوق المرأة؛ لكنهم يفعلون ذلك بخصوص العري؛ لكنهم يطعنون في المحجبات. دائماً أؤكد أنه لن تتقدم أي أمة وتصنع حضارة باستيراد ثقافات الغير أو لغتهم؛ بل يكون ذلك بثقافتها وقِيَمها الدينية والوطنية وسواعد أبنائها.
سبق
نيسان ـ نشر في 2016/08/21 الساعة 00:00