يا عمران خذ سوريا إلى قلبك ولا تفكر بالثأر
نيسان ـ نشر في 2016/08/21 الساعة 00:00
كتب محمد قبيلات...نظر المندهش عمران دقنيش- من حي القاطرجي بحلب- إلى اللاشيء الذي كوّنته الحرب، أطرق يعد ذرات الأكام، ويُحصي كم تصنع من الدوائر، وتفكّرَ بالألوان أيها يصلح وشاحا للموت.
حلب غير أنها شهباء، وغير أن فيها مسجد جكارة، وغير أنها مقسمة شرقية وغربية، حلب صارت صدعا عالميا يقف القتلة على جانبيه.
تذكر الفتى أن له أهلين، له أب وأم، سأل عنهما ؟؟ ولم يحز على الجواب، لكنهما ظهرا بعد ذلك بقليل متوشحين بالتراب، ربما تمويها على الموت حتى تمر عاصفته، فركضا إلى سيارة الإسعاف ليجدا عمران محاصرا بالذهول.
بكى الطفل من موقع وقاره دمعتين فرحاً لمرأى الوالدين ودمعتين لحزن صار معتقا على سورية؟
وفي انتظاره للشقيق علي يتفطر القلب، وفيما يضيع بين الصدمة وفقدان التركيز؛ أسهم عمران في طرف مريب، فأيُ أسئلة دبّت في صدره العميق؟؟
المؤكد أن عمران قد تشابهت عليه الصور فراح يسبر أغواره باحثا عن الأجوبة الشافية لأسئلة كبيرة من عيار: أين علي؟
مات علي
فبكاه دمعتين أيضا
لعله تذكر أول مشوار له إلى البقالة برفقة علي كونه شقيقه الذي يكبره بأكثر من عام، لعله نسى منه الملامح وتذكر أخر الصور المقلوبة في الدماغ لحظة القصف!
لعله تذكر الضحكات!
أو لعله لم يستوعب الموت كفكرة!
آه يا عمران الساهم الطرف!
آه لو يدري السادة المتحاربون كم أنت وعلي متحابان!
لكنهم لا يستوعبون الحياة كفكرة، أرأيت كم بينك وبينهم من نقيض، وأي هوة تفصلكما!؟
هم لا يستوعبون الحياة، فيما أنت لم تستوعب الموت!
يا عمران، خذ سوريا بقوة إلى قلبك ولا تفكر بالثأر، فهؤلاء مجرد قاطعي طريق سيذوبون فور بزوغ شمس الصباح.. هم مجرد لصوص تقطعت بهم سبل الانسانية، فصاروا كذؤبان العرب الهائمة بحثا عن فرائس ليس لهم مأوى إلا الظلام، فإذا انحسر الليل ارتدوا إلى الجحور.
يا عمران! حنانيك لا تلحق بالمهاجرين، فربة الوجه الصبوح بأمس الحاجة إليك، عد إليها وأمسح بيدك الطاهرة المدمية الكدر عن محيّاها، واتلو عليها من آيات صبرك ووقارك وكبريائك، فلا منقذ لها إلا أنت، فكن مَثَلاً شَرُودَاً يُرْشِدُ الضلِّيلا
حلب غير أنها شهباء، وغير أن فيها مسجد جكارة، وغير أنها مقسمة شرقية وغربية، حلب صارت صدعا عالميا يقف القتلة على جانبيه.
تذكر الفتى أن له أهلين، له أب وأم، سأل عنهما ؟؟ ولم يحز على الجواب، لكنهما ظهرا بعد ذلك بقليل متوشحين بالتراب، ربما تمويها على الموت حتى تمر عاصفته، فركضا إلى سيارة الإسعاف ليجدا عمران محاصرا بالذهول.
بكى الطفل من موقع وقاره دمعتين فرحاً لمرأى الوالدين ودمعتين لحزن صار معتقا على سورية؟
وفي انتظاره للشقيق علي يتفطر القلب، وفيما يضيع بين الصدمة وفقدان التركيز؛ أسهم عمران في طرف مريب، فأيُ أسئلة دبّت في صدره العميق؟؟
المؤكد أن عمران قد تشابهت عليه الصور فراح يسبر أغواره باحثا عن الأجوبة الشافية لأسئلة كبيرة من عيار: أين علي؟
مات علي
فبكاه دمعتين أيضا
لعله تذكر أول مشوار له إلى البقالة برفقة علي كونه شقيقه الذي يكبره بأكثر من عام، لعله نسى منه الملامح وتذكر أخر الصور المقلوبة في الدماغ لحظة القصف!
لعله تذكر الضحكات!
أو لعله لم يستوعب الموت كفكرة!
آه يا عمران الساهم الطرف!
آه لو يدري السادة المتحاربون كم أنت وعلي متحابان!
لكنهم لا يستوعبون الحياة كفكرة، أرأيت كم بينك وبينهم من نقيض، وأي هوة تفصلكما!؟
هم لا يستوعبون الحياة، فيما أنت لم تستوعب الموت!
يا عمران، خذ سوريا بقوة إلى قلبك ولا تفكر بالثأر، فهؤلاء مجرد قاطعي طريق سيذوبون فور بزوغ شمس الصباح.. هم مجرد لصوص تقطعت بهم سبل الانسانية، فصاروا كذؤبان العرب الهائمة بحثا عن فرائس ليس لهم مأوى إلا الظلام، فإذا انحسر الليل ارتدوا إلى الجحور.
يا عمران! حنانيك لا تلحق بالمهاجرين، فربة الوجه الصبوح بأمس الحاجة إليك، عد إليها وأمسح بيدك الطاهرة المدمية الكدر عن محيّاها، واتلو عليها من آيات صبرك ووقارك وكبريائك، فلا منقذ لها إلا أنت، فكن مَثَلاً شَرُودَاً يُرْشِدُ الضلِّيلا
نيسان ـ نشر في 2016/08/21 الساعة 00:00